المَرْزُباني في كتابه، فقال: أبو بَكْر مُحَمَّد بن القاسم الأَنْبارِي: حدثني أَحْمَد بن سَعِيْد، قال: كنت أُؤَدِّب أولاد المعتز، فتحمَّل أَحْمَد بن يحيى بن جابر البَلاذِرِي على قبيحة أُمِّ المُعْتَز بقومٍ سألوها أن تأذن له في أن يدخل إلى ابن المعتز وقتًا من النهار، فأجابت أو كادت تجيب، فلما اتصل الخبرُ بي جَلَستُ في منزلي غضبان مفكرًا لما بلغني عنها، فكتب إلى أبو العَبَّاس عَبْد الله بن المعتز، وله ثلاث عشرة سنة:
أَصْبَحتَ يا بن سَعِيْد حُزْتَ مُكْرُمةً … عَنْها يُقَصِّرُ من يَحْفَى ويَنْتَعِلُ
سَرْبَلَتْنِي حِكمةً قد هَذَّبتْ شيَمِي … وأَجَّجتْ غَرْبَ ذِهْني فهو مُشْتعِلُ
أكونُ إن شِئْتُ قُسًّا في خَطابَتِه … أو حارثًا وهو يوم الفخرِ مُرْتَجلُ
وإن أَشأ فكزَيْد في فرائضهِ … أوْ مثلَ نعمانَ ما ضاقتْ بي الحِيَلُ
أو الخليلَ عَرُوضِيًا أخا فِطَنٍ … أو الكِسائيَّ نحْويًا له عِلَلُ
تَغْلي بَداهةُ ذِهْني في مُرَكَّبها … كَمِثْلِ ما عُرِفَتْ آبائي الأَولُ
وفي فَمِي صارمٌ ما سَلَّهُ أحدٌ … من غِمْدِهِ فَدَرى ما العَيْشُ والجذَلُ
عُقْباك شُكْرٌ طَويلٌ لا نَفادَ لَهُ … تَبْقَى مَعالِمُه ما أطَّتِ الإبلُ
وقال الذَّهَبِي في "تارِيْخه": "سكن بَغْداد، وأدَّب عَبْد الله بن المعتز، وثقه حَمْزَة.
ومن شعره ما جاء في "تكملة إكمال الإكمال" (١) لابن الصَّابُوني: أنشدنا القاضي أبو مَنْصُور أحْمَد بن مُحَمَّد بن الصباغ، أنشدنا أبو العَبَّاس أَحْمَد بن سَعِيْد المُؤَدِّب لنفسه:
أنِستُ بوحدتي ورَضيْتُ نفسي … لنفسي من أخلّائي جليسًا