للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقلت أمسِكُوا يده ورجْلَه، وأذَّنْتُ في أُذُنه، فلمَّا بلغتُ: أشهد أن مُحَمَّدًا رسول الله، قال لي عَلَى لسانِ المجنون بصوتٍ سَمِعَه الحاضرون: من يَشُوم مُحَمَّد مُكوًا، يعني أنا أنَصْرف ولا تذكر مُحَمَّدا -صلى الله عليه وسلم-".

وقد غَمَز الكَوْثَرِي -عامله الله بما يستحق- في هذا الإمام بسبب هذه الحكاية فقال في "تأَنِيْبه" (١): "جَعْفَر بن مُحَمَّد الفِرْيابي، كان يجتمع عَلِيه في مجلس تحديثه ثلاثون ألف رجل، بينهم نحو عشرة آلاف أصحاب محابر، فإذا روى مثله شيئا يسير به الركبان، وهو الذي أذن على أذن مجنون على ملأ الأشهاد، فنادى الجني هاربًا بحيث يسمع الجماعة: مَنْ بِشَوَمْ مُحَمَّد مَكُو -على لسان المجنون- بمعنى أنا أنَصْرف، ولا تقل مُحَمَّدا، كما في "تارِيْخ بَغْداد"، ومثل هذا الراوي لا نستطيع أن نقول فيه شيئًا، والله من ورائهم محيط اهـ.

قال العلامة عَبْد الرَّحمن بن يحيى المُعَلِمِي في "التنكيل" (٢): "أقول هذا الرجل من كبار الحفاظ الأثبات، فأما قصة التأذين في أذن المصاب فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرقي ويأمر بالرَّقية، وكَثِيْرًا ما تظهر فائدة ذلك حالًا، ومن المعروف بين الناس سلفًا وخَلَفًا أن المصاب يتكلم بكلام كانه كلام شخص آخر، فيقول الناس: إن ذاك كلام الجِنِي على لسان المصاب، هذا وذاك الكلام إنما سمع من المصاب، والقائل إنه كلام الجني هو راوي القصة، ولم يقع من الفِرْيابي إلا التأذين في أذن المصاب إتباعًا لما ورد في الأثر، فأي شيء في ذلك؟ اهـ.

الرابعة في ذكر المطبوع من تصانيفه:

(١) "أحكام العيدين"، طبع سنة ١٤٠٦ هـ - بيروت، مؤسسة الرسالة،


(١) (ص: ٣١٧).
(٢) (١/ ٢١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>