للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال عَلي بن عَبْد الرَّحمن: "كان عَبْد الرَّحمن بن أبي حاتم مقبلًا على العِبَادَة من صغره، والسَّهر بالليل، والذكر، ولزوم الطهارة، فكساه الله بها نورًا، فكان يُسَّرُّ به مَنْ ينظر إليه".

وسمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد الله البَغْدادي بمكة، يقول: "كان من مِنَّة الله على عَبْد الرَّحمن أنه وُلدَ بين قَماطِر العلم والروايات، وترَبَّى بالمذاكرات مع أبيه وأبي زُرْعَة، فكان يَزُقّانِهِ كما يُزَق الفَرْخُ الصغير، ويُغْنيَان به، فاجتمع له مع جوهر نفسه كثرة عنايتهما، ثم تمت النعمة برحتله مع أبيه، فأدرك الإسناد وثقات الشيوخ بالحِجَاز، والعِراق، والشَّام، والثُّغُور، وسُمِعَ بانتخابه حين عَرَف الصحيح من السقيم، فترعْرَعَ في ذلك، ثم كانت رحلته الثانية بنفسه بعد تمكُنِ معرفته، يُعْرَفُ له ذلك، وتقدَّمَ بحُسْن فهمه وديانته، وقديم سلفه".

وسمعتُ أبا أَحْمَد عِلي بن الحسَيْن الدَّرستيني يقول: "سمعت عَبْد الرَّحمن يقول: ساعدتني الدولة في كل شيء حتى أخرجني أبي سنة خمس وخمسين ومائتين، وما احتلمت بعد، فلما بلغنا الليلة التي خرجنا فيها من المَدِيْنَة نريد ذا الحليفة احتلمت، فحكيت ذلك لأبي فسر بذلك، وقال: الحمد لله حيث أدركت حجة الإِسْلام".

قال الخطِيْب الرَّازي في كتابه "ترجمة ابن أبي حاتم": "وفي هذه السَّنة سمع عَبْد الرَّحمن من ابن المُقْرِئ حديثه عن سُفْيان، ومن مشايخ مكة الواردين إليها، وخرج عَبْد الرَّحمن، ومات ابن المُقْرِئ من قابل؛ سنة ست وخمسين ومائتين، وسمع عَبْد الرَّحمن في انَصْرافه من الحج سنة ست وخمسين من أبي سَعِيْد الأشج، ومشايخ الكُوْفِيين مع أبيه، ومشايخ الكُوْفِيين مع أبيه، ومشايخ الواسِطِيين أَحْمَد بن سِنان وعدة مشايخ أهل واسط، والحَسَن بن عَرَفَة ببَغْداد وسامراء، قال عَبْد الرَّحمن: سمعت الحسَن بن عَرَفَة يقول: أنا ابن ماثة وعشر سنين".

<<  <  ج: ص:  >  >>