للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: للقصة طريق أخرى في "الطُّيوريات" (١)، وإِسنادها واهٍ لأنها من طريق مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عَبْد المطلب وهو متهم.

* وفي "تارِيْخ دمشق" عن أبي عَلِي الحَسَن بن عَلِي بن بُنْدار الزَّنْجاني الشَّيْخ الصالح، قال: كان أحمد بن صالح يمنع على المُرْد من رواية الحديث لهم تعففًا وتنزهًا، ونفيًا للظنة عن نفسه، وكان أبو داود يحضر مجلسه ويسمع منه، وكان له ابن أمرد يحب أَن يسمعه حديثه، وعرت عادته في الامتناع عَلِيه من الرواية، فاحتال أبو داود بأن شدّ على ذقن ابنه قطعة من الشعر ليتوهمه ملتحيًا، ثم أحضره المجلس، وأسمعه جزءًا، فأُخبر الشَّيْخ بذلك، فقال لأبي داود: أمثلي يُعمل معه مثل هذا؟ فقال له: أيها الشَّيْخ لا تنكر عِلي ما فعلته، واجمع ابني هذا مع شيوخ الفقهاء والرواة، فإِن لم يقاومهم بمعرفته فاحرمه حينئذٍ السماع، قال: فاجتمع طائفة من الشيوخ، فتعرض لهم هذا الابن مطارحًا، وغلب الجميع بفهمه، ولم يرو له الشَّيْخ مع ذلك شيئًا من حديثه، وحصل له ذلك الجزء الأول. قال الشَّيْخ: وأنا أرويه، وكان ابن أبي داود يفتخر برواية هذا الجزء الواحد.

قال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": "إِسنادها منقطع".

وقال في موضع آخر: "ويُروى بإسناد منقطع، فذكرها ثم قال معقبًا على ما ذكر فيها من أنَّه لم يرو عنه إِلَّا جزءًا واحدًا: "قلت: بل أكثر عنه. وقال في تارِيْخه: هذه حكاية منقطعة".

* أخرج الخَطِيْب في "تارِيْخه" بإِسناد صحيح أَن أبا بَكْر بن أبي داود قال: "رأيت أبا هريرة في النوم وأنا بسِجِسْتان؛ أُصنَّف حديث أبي هريرة، كثّ اللِّحية، ربعة، اسمر عَلِيه ثياب غِلاظ، فقلت: يا أبا هريرة إِني لأحبّك، فقال:


(١) (٢/ ٥٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>