للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو بَكْر: ورأيتُ فيه الانكسار والغَمّ، قال: وكان ثقة -رحمه الله-.

قال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": هذه الحكاية تدلُّ على تثبتِ أبي القاسم وَوَرَعِه، وإلَّا فلو كاشَرَ -ورواه عن مُحَمَّد بن عَبْد الواهب- شيخه على سبيل التدليس مَنْ كان يمنعُه؟!

ومَتْن الحديث: "نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أن يَتَناجى اثنان دون الثالث إذا كانوا جميعًا". ورواه أبو العَبَّاس السَّرّاج: أخبرنا إِبْراهِيم بن هانئ. فذكره".

* وقال الذَّهَبِي في "تارِيْخه": "وأعرف له -أي البَغَوي- حديثًا منكرًا في "الأول من حديث ابن أخي ميمي" (١)، وفي "جزء بيبي" (٢).

قلت: والحديث المشار إليه في كلام الذَّهَبِي هو حديث طويل يتعلق بالقدر، وقد ساقه الذَّهَبِي بسنده ومتنه في ترجمة بيْبي من "تارِيْخ الإِسْلام"، وقال: "الظاهر أن بعض الكذابين أدخله على البَغَوي لمّا شاخ وانْهَرَم.

وأما ابن الجَوْزِي فقال في "الموضوعات" (٣)، المتهم به يحيى أبو زكريا، قال ابن مَعِيْن: هو دجال هذه الأمة.

ورجح الذَّهَبِي في "الميزان" (٤) أن المتهم به هو يحيى هذا، فقال: بقيت مدة أظنُّ أن يحيى هو ابن أبي زائدة، وأن الحديث أُدخل على بيْبي في "جزئها"، ثم إذا به في "الأول من حديث ابن أخي مِيْمي البَغْدادي"، عن البَغَوي -أيضًا-. والبَغَوي فصاحبُ حديث وفَهْم وصِدْق، وشيخه فثقة، فتعين أن الحمل في هذا الحديث على يحيى هذا المجهول التالف، ثم وجدته في الأول من "أمالي أبي القاسم بن


(١) (برقم: ٩).
(٢) (برقم: ١٠٥).
(٣) (١/ ٤٥٠/ ٥٣٠).
(٤) (٤/ ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>