للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان يقول لغلامه: اصْمِد أبا بَكْر فيصمد البغل، إلى أن يذهب بعض الليل، ثم قال: اصمد عُمْر، فيصمد الآخر، فقال له أبو العَبَّاس: يا أبا القاسم لا تحملك عصبيتُّك لأَحْمَد بن حَنْبَل أن تقول في أهل الكُوْفة ما ليس فيهم، ما روى "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بَكْر، وبعد أبي بَكْر عُمَر"، عن عَلِي إلا أهل الكُوْفة؟ ولكن أهل المَدِيْنَة رووا أن عَلِيًا لم يبايع أبا بَكْر! لا بعد ستة أشهر، فقال له أبو القاسم: يا أبا العَبَّاس لا تحملك عصبيَّتُّك لأهل الكُوْفة على أن تتقوَّلَ على أهل المَدِيْنَة، ثم بعد ذلك انبسط، وأخرج الكتب وحدثنا".

وقال أبو الحُسَيْن الطُّيُوري في "الطُّيوريات": "سمعت أبا عَلِي الحَسَن بن عَلِي بن المذهب التَّمِيْمِي، يقول: سمعت أبا حَفْص عُمَر بن أَحْمَد بن شاهين، يقول: سمعت عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد العزيز البَغَوي، يقول: "وقد استملاه أبو عَبْد الله بن مِهْران المُسْتَمْلي فقال له: أرجوا أن أسْتَمْلي عَلِيك سنة عشرين وثلاثمائة -وكان هذا القول في قُرْب موته- فقال له: ضَيَّقْتَ عَلِي عُمُري، أنا رأيت رجلًا في الحَرَم له مائة وستٌ وثلاثون سنة، يقول: رأيت الحَسَن، وابن سيرين، أو كمال قال".

قال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": "كان يَسُرُّ البَغَوي أن لو قال له مُسْتَمْلِيه: أرجو أن أستملي عَلِيك سنة خمسين وثلاثمائة".

واستمرّ -رحمه الله تعالى- مفيدًا للطلبة حتى سنة وفاته فقد قال تلميذه ابن أبي شُرَيْح الأَنْصارِي، كما في أول "جزء بِيْبِي" (١): أخبرنا أبو القاسم عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد العزيز البَغَوي ببَغْداد سنة سبع عشرة وثلاثمائة".

بل قال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": "قد سمعوا عَلِيه يوم وفاته، فذكر مُحَمَّد بن أبي شريح -في غالب ظنَّي- قال: كنّا نسمعُ على البَغَوي ورأسه بين رُكْبَتيه، فرفع


(١) (ص: ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>