للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَحْمَد بالرَّي، فحدثني عن أبيه". وقال الخَطِيْب في "تارِيْخه": "قدم بَغْداد وحدث بها، وقد حدثنا عنه أبو نُعَيْم الأَصْبَهاني الحافظ حديثًا كَثِيْرًا".

وقال السَّمْعاني في "الأَنْسَاب": "ولي القضاء بأَصْبَهان خَلِيْفَة لعَبْد الرَّحمن بن أَحْمَد الطَّبَري؛ إمام كبير جليل القدر، أحد أئمة الحديث؛ فهمًا وإتقانًا وأمانة، له تصانيف كَثِيْرة، وكانت له رحلة إلى العِراق، والشَّام، وديار مِصْر".

وقال أبو مُوْسى المديني في "ذكر الإمام الحافظ أبي عَبْد الله بن مَنْدَة": "أبو أَحْمَد العَسَّال إمام دَهْرِه، وحافظ وقته".

وقال في "جزئه" الذي جمعه في ترجمة العَسَّال: "كان من كُبَراء أهل أَصْبَهان، ومتموليهم، طالعت كتاب "المَعَرَفَة" له في السُّنة؛ يُنبئ عن حفظه وإمامته، قال أبو غالب هبة الله بن مُحَمَّد بن هارون الأديب: كان يُكره على تقلُّد القضاء، فكان يمتنع منه، وكان يُلحُّ عَلِيه، حتى أجاب خلافة ونيابة، استخَلَفه الطَّبَري، وهو مقيم بحضرة ركن الدين حسن بن عَلِي بن بُويه سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فلما استخَلَف الطَّبَري ولده عتبة في سنة اثنتين وأربعين، وولي عتبة القضاء برأسه في سنة ست وأربعين، فاستخَلَف أبا أَحْمَد، وقيل: إنه كان لا يُغلق بابه عن أحد، وكان إذا توجَّه على الخصم يمين لا يُحلِّفه ما أمكنه، بل يغرم عنه ما لم يبلغ مائة دينار، فإذا بلغ المائة أو جاوزها، كان يتثبِّت، ويُدافع، ويُمهل إلى المجلس الثاني، ويُحذِّر المدَّعى عَلِيه وَبال اليمين، ويخوِّفُه يوم الدين، ويذكِّرُهُ الوقوف بين يدي ربِّ العالمين، ثم يُحلِّفه على كُرْه".

وقال أبو غالب -أيضًا-: "سمعت بعض أصحاب الحديث: ذكر إن محدِّثًا حضر القاضي أبا أَحْمَد، فقال: إني حلفتُ أنك تحفظ سبعين ألف حديث، فهل أنا بارّ؟ فقال: برَّت يمينُك، إني أحفظ في القرآن سبعين ألف حديث".

ويقال: إنه أمْلى تفسيرًا كَثِيْرًا من حفظه، وقيل: أملى أربعين ألف حديث

<<  <  ج: ص:  >  >>