وقد ساق الخَطِيْب في ترجمته له حديثًا منكرًا ثم قال:"هذا حديث منكر بهذا الإِسناد، ورجاله كلهم ثقات؛ إِلَّا الرَّازي، فالحمل فيه عَلِيه".
وساق له عن مُحَمَّد بن أَيُّوب الرَّازي، عن هَوْذة بن خَلِيْفَة، عن ابن جريج، خبرين منكرين، ثم قال: وهذان الحديثان بهذين الإِسنادين؛ باطلان، على أنا لا نعلم أَن مُحَمَّد بن أَيُّوب روى عن هَوْذة بن خَلِيْفَة شيئًا قط، ولا سمع منه؛ لأنَّ هَوْذة مات في سنة ست عشرة ومائتين، وطلب مُحَمَّد بن أَيُّوب الحديث في سنة عشرين ومائتين.
وساق له -أيضًا- عن أبي حاتم الرَّازي ثلاثة أحاديث منكرة، ثم قال:"وهذه الأحاديث الثلاثة باطلة، لا أعلم جاء بها إِلَّا مُحَمَّد بن إِسْماعِيل الرَّازي، أخبرنا الحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الحَسَن المُؤَدِّب، أنبانا أبو نَصْر مُحَمَّد بن أبي بَكْر الإِسْماعِيلي، قال: سمعت مُحَمَّد بن إِسْماعِيل المُكْتِب ببَغْداد يقول: ولدت في شهر رمضان لليلتين خلتا منه، سنة سبع وستين ومائتين، وأحضرني أبي مجلس أبي حاتم الحنظلي، وأنا إِذ ذاك ابن خمس سنين، وكنت أنعس، فقال لي والدي: انظر إِلى الشَّيْخ، فإِنك تحكيه غدًا، فرأيته، وسَمَّعَنِي أبي، وكتب لي بخطه، وسمعت منه بعد ذاك بسنتين إِلى سنة أربع وسبعين ومائتين، وفيها توفي أبو حاتم".
قال الخَطِيْب:"هذا القول غير صحيح، كانت وفاة أبي حاتم الرَّازي في سنة سبع وسبعين ومائتين، وعاش مُحَمَّد بن إِسْماعِيل إِلى بعد سنة خمسين وثلاثمائة".
وقال ابن الجَوْزِي في "المنتظم": "هو ضعيف، وله أحاديث منكرة".
وقال الذَّهَبِي في "تارِيْخه": "آخر من حدث عن أبي حاتم الرَّازي".
وقال في "الميزان": "حدث عن أبي حاتم بحديث باطل، قال الخَطِيْب: كان غير ثقة، وقد ساق الخَطِيْب في ترجمته عدة أحاديث من وضعه، وعاش إِلى بعد الخمسين والثلاثمائة، وذكر أنَّه سمع من مُوْسى بن نَصْر الرَّازي، صاحب جرير،