عليها الفرسان وكان الأمير محمد بن سعود من الضعف وعدم القوة والعدة بحال لا يستطيع معها مقابلة حملات عثمان بن معمر. ولذا كانت بنت محمد بن سعود تقول من قصيدة لها شعبية:
ما شاقني كود سرية لابن معمر … تطل على الزلال كلّ عشية
يا بيه شف للخيل خيل مثله … وإلا فزل عن شيخة الدرعية
والزلال مكان قريب من سور الدرعية. ولم تلبث الحال إلا مدة وجيزة حتى أعز الله تعالى الإِمامين ونصرهما وأيدهما وصارت بلادهما هي عاصمة الجزيرة العربية، وصار أبناء ذلك الأمير هم أئمة المسلمين وأبناء الشيخ محمد هم أئمة العلم.
والقصد أن هؤلاء من أشد المعارضين المعاصرين للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولكن الله سبحانه وتعالى أيد دعوته ونصرها وأظهرها رغم المعارضات الشديدة فأيدها بالحق والحجة الساطعة كما أيدها بالمغاوير من أئمة هذه الدعوة من حكام آل سعود الذين بذلوا في سبيل إظهارها المال والروح والدم حتى تم لها النصر بعون الله تعالى وقوته.
أما الذين أيدوا هذه الدعوة في ذلك العصر فهم:
١ - الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - الذي ألف الكتب ودبج الرسائل وكاتب علماء الجزيرة العربية كافة ويطول بنا عدهم فإن في كل البلد عالم أو علماء وكلهم راسلهم.
٢ - الشيخ العلامة عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وستجد أثر جهاده في ترجمته من هذا الكتاب.
٣ - الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وستجد أثر مناصرته ودعوته في ترجمته إن شاء الله.
٤ - الشيخ حمد بن ناصر بن معمر طلب الشريف غالب من الإِمام عبد العزيز بن محمد بن سعود أن يبعث إليه عالمًا لمناظرة علماء مكة فبعثه الإِمام عبد العزيز والشيخ محمد فذهب إليهم وناظرهم وظهر علهم وكتب رسائل في الذود عن الدعوة السلفية.