أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ أصواتًا، فقال. "ما هذه الأصواتُ؟ ". قالوا: النخلُ يُأَبِّرونه يا رسول الله. قال:"لو لم يفعلوا لصَلَحَ"، قال: فلم يُأَبِّروا عامئذٍ، فصار شِيصًا (١)، فشكوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"إذا كان شيءٌ من أمرِ دُنياكم فشأنكُم به، وإنْ كانَ من أمرِ دينكم فإليَّ".
أخرجه أحمد (٦/ ١٢٣) عن عفان به بالإِسنادين، وكلاهما صحيح. وأخرجه ابن ماجه (٢٤٧١) عن شيخه محمد بن يحيى عن عفان به.
وأخرجه مسلم (٤/ ١٨٣٦) عن شيخيه ابن أبي شيبة وعمرو الناقد عن الأسود بن عامر عن حماد به، ولفظه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ بقوم يُلَقِّحون، فقال:"لو لم تفعلوا لصَلَحَ". قال: فخرج شيصًا، فمرّ بهم فقال:"ما لنخلكم؟ ". قالوا: قُلتَ كذا وكذا. قال:"أنتم أعلم بأمر دنياكم".
وأخرجه أيضًا (٤/ ١٨٣٥ - ١٨٣٦) بمعناه من حديث طلحة بن عُبيد الله ورافع بن خَديج.
٦٣ - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أحمد بن علي الخزاز: نا مروان بن محمد الطاطري: نا ابن زَبْر قال: حدثني يحيى بن أبي المُطاع قال:
سمعت عرباض بن سارية السُّلَمي يقول: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ غداة فوعظنا موعظةً بليغةً، ذَرفت منها الأعين، ووَجِلَتْ منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله! قد وَعَظْتَنَا موعظةَ مُودِّعٍ، فاعهد إلينا. قال:"عليكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبدًا حَبَشيًّا، وسيرى من بَقِيَ بعدي منكم اختلافًا شديدًا -أوقال: كثيرًا-، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ المهدِّيين الراشدِين، عَضُّوا عليها بالنواجذ. وإياكم والمُحدَثاتِ، فإن كُلَّ بِدْعَةٍ ضلالَةٌ".