وقد عدَّه الشيخ الألباني في "الضعيفة"(٢/ ١٠٢) آفة الحديث، ولم يشر إلى من فوقه! مع أن محمد بن زياد هو الأحق بهذا الوصف لإِطباق الأئمة على تكذيبه.
وأخرج الحاكم في "تاريخه" -ومن طريقه الديلمي (زهر الفردوس: ٢/ ق ٢٣٤) -، قال الحاكم: قرأت بخطِّ إبراهيم بن محمد بن سفيان في أصل كتابه: ثني الحسين بن عمر، وثني أحمد بن حرب: ثنا ابن أبي فُديك عن عبد الله بن أبي بكر عن صفوان بن سليم عن ابن عباس مرفوعًا: "شابٌّ سخيٌّ حسن الخلق أحبُّ إلى الله من شيخٍ بخيلٍ عابدٍ سيّىءُ الخلق".
وهذا علاوة على أنَّه وِجادةٌ -وهي منقطعة (١) - ففيه مجهولٌ، وهو عبد الله بن محمد بن أبي بكر الثقفي، فقد بيَّض له ابن أبي حاتم في "الجرح"(٥/ ١٥٨).
أما الشطر الثاني:"السخي قريب ... إلخ" فقد ورد من رواية أبي هريرة، وعائشة، وجابر، وأنس: أما حديث أبي هريرة:
فأخرجه الترمذي (١٩٦١) -واستغربه- والخرائطي في "المكارم"(ص ٦٢) باختصار والعقيلي في "الضعفاء"(٢/ ١١٧) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(٢/ ١٨٠) - وابن حبّان في "روضة العقلاء"(ص ٢٤٦) وابن عدي في "الكامل"(٣/ ١٢٣٩) والإِسماعيلي في "معجمه"(٢/ ٧٣٢ - ٧٣٣) والبيهقي في "الشعب"(٧/ ٤٢٩) والخطيب في "البخلاء"(ص ٣٦) من طريق سعيد بن محمد الورَّاق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عنه مرفوعًا بزيادة: "ولجاهل سخيٌّ أحبُّ إلى الله من عابدٍ بخيل".
(١) انظر: "فتح المغيث" للسخاوي (٢/ ١٣٦)؛ وابن سفيان قد توفّي -كما في "سير النبلاء" (١٤/ ٣١٢) - سنة (٣٠٨)، بينما كانت ولادة الحاكم سنة (٣٢١).