وُيخزَنَ العمل، ويقرأ بالقوم المَثناة، ليس فيهم أحد يُنكرها". قيل: وما المثناة؟ قال: "ما اكتتب سوى كتاب الله -عَزَّ وجَلَّ-" وصحّحه، وسكت عليه الذهبي.
وهشام صدوق لكن قال أبو حاتم: لما كَبُر تغيّر، فكلُّ ما دُفِع إليه قرأه، وكلُّ ما لُقِّن تلقّن. أهـ. ورواية إبراهيم عنه يظهر أنها بعد التغيير ذلك أن هشام توفي سنة (٢٤٥) بينما توفي إبراهيم سنة (٣٠١) كما في "سير النبلاء" (١٤/ ١١٦)، فمقتضى ذلك أنه إنما أدركه في الكبر. وقال الهيثمي (٧/ ٣٢٦): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح".
والصواب أنه موقوف على عبد الله بن عمرو:
فقد أخرج أبو عُبيد في "الفضائل"(ق ٤/ ب) و"غريب الحديث"(٤/ ٢٨١) والبيهقي في "الشُّعب"(٤/ ٣٠٦ - ٣٠٧) عن إسماعيل بن عيّاش عن عمرو بن قيس عن عبد الله بن عمرو، قال: إن من أشراط الساعة أن تُقرأ المَثْناة على رؤوس الملأ، لا تُغيّر. قيل: وما المثناة؟ قال: ما استُكتب من غير كتاب الله. قيل: يا أبا عبد الرحمن! فكيف بما جاء من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال:"ما أخذتموه عن من تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه، وعليكم بالقرآن فتعلّموه وعلّموه أبناءكم، فإنّكم عنه ستُسألون وبه تُجزون". لفظ أبي عبيد.
وإسناده حسنٌ، إسماعيل بن عيّاش يُحتجّ بما رواه عن الشاميين، وشيخه حمصيٌّ. وتابعه ثور بن يزيد -وهو ثقة- عند الطبراني في "مسند الشاميين"(٤٨٢)، لكن شيخ الطبراني:(أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي) قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر، وحدّث عنه أبو الجهم ببواطيل. ونقل عن الجهم أنه كان كبر فكان يُلقَّن ما ليس من حديثه فيتلقّن. (اللسان: ١/ ٢٩٥).
وتابعهما أيضًا: الأوزاعي عند الحاكم (٤/ ٥٥٤ - ٥٥٥) -وصححه،