قال الترمذي في "العلل": سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث، فقال: منكر، وسُعَير كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير. وفي "العلل" لابن أبي حاتم (٢/ ٢٣٦): "سألت أبي عن حديث رواه أبو الجوّاب عن سعير ... وذكر الحديث. قال أبي: هذا حديث موضوع بهذا الإِسناد". والذي نقله عنه الضياء أنه قال:"هذا حديث منكر الإِسناد". أهـ. ولعل المقصود بالنكارة هنا التفرّد، فقد ذكر الدارقطني في "الأفرِاد" -كما في شرح الأذكار (٥/ ٢٤٩) - أن الحديث لم يروه عن سليمان إلَّا سُعير، تفرّد به أبو الجوّاب.
وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه الخطيب (١٠/ ٢٨٢) من طريق عبد الرحمن بن قريش الهروي عن إدريس بن موسى الهروي عن موسى بن نصر السمرقندي عن الليث بن سعد عن نافع عنه مرفوعًا.
ابن قريش اتهمه السليماني بالوضع. (اللسان: ٣/ ٤٢٥). وشيخه لم أرَ من ذكره، وموسى السمرقندي ذكره الخطيب في "تاريخه"(١٣/ ٣٥) وقال: كان غير ثقةٍ. ونقل عن أبي سعد الأدريسي أنه قال: حدّث بطامّاتٍ.
وأمّا حديث ابن عباس:
فأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق ١٦٩/ ب) من طريق النضر بن طاهر عن يحيى بن هارون البلخي عن طلحة بن عمرو عن عطاء عنه مرفوعًا.
وسنده تالف: النضر كذبه ابن أبي عاصم، واتهمه ابن عدي بسرقة الحديث. (اللسان: ٦/ ١٦٢) وطلحة متروك كما في "التقريب".
وأما حديث أم سلمة:
فأخرجه ابن عدي في "الكامل"(٣/ ٣١٩) من طريق سليم بن مسلم عن موسى بن عبيدة عن ثابت مولى أم سلمة عنها مرفوعًا.