وابن عُزَيز قال في "التقريب": فيه ضعيفٌ، وقد تكلموا في صحة سماعه من عمّه سلامة". وسلامة ليس بالقوي كما قال أبو حاتم، وقال أبو زرعة: ضعيف منكر الحديث. وقيل: لم يسمع من عقيل، وإنما يحدّث عن كتبه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٣٥٠) و"أخبار أصبهان" (٢/ ٢٢٥) من طريق سعيد بن محمَّد الورّاق عن مصعب بن سُليم عنه مرفوعًا: "رُبَّ ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه، منهم: البراء بن مالك".
والورّاق ضعيف كما في "التقريب". وضعّف سنده العراقي في "تخريج الإحياء" (٣/ ٢٧٦). وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (٣/ ٤٢١) من طريق محمَّد بن يحيى بن هابيل عن معاوية بن عمرو عن زائدة بن قدامة عن الأعمش عن شعبة عن قتادة عنه مرفوعًا: "رُبَّ ذي طمرين لا يؤبه له
لو أقسم على الله لأبرّه".
وابن هابيل لم يحك الخطيب فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وبالجملة فحديث أنس على أقل أحواله حسن بمجموع هذه الطرق.
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه الطحاوي (١/ ٢٩٢) والحاكم (٤/ ٣٢٨) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- من طريق كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عنه مرفوعًا: "رُبَّ أشعث ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبرّه". وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٧) من طريق كثير عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة مثله.
والمطلب قال أبو حاتم: لم يدرك أحدًا من الصحابة إلا سهل بن سعد". فروايته إذًا منقطعة. وإسناد أبي نعيم حسن، فإنّ في كثيرٍ لينًا.