قال زياد بن أبي زياد: وقال أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله".
وحدثني مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر عن علي بن يحيى الزرقي عن أبيه عن رفاعة بن رافع -رضي الله عنه- أنه قال:"كنا يوماً نصلي وراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما رفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأسه من الركعة، وقال:((سمع الله لمن حمده)) قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((من المتكلم آنفاً؟ )) فقال الرجل: أنا يا رسول الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبهن أولاً)).
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "باب ما جاء في ذكر الله -تبارك وتعالى-"
وما تقدم في القرآن الذي هو أعظم الأذكار، ثم أردفه بالذكر الأعم، والذكر يشمل القرآن وغير القرآن، فالقرآن من أعظم الأذكار، وأخص الأذكار، وأفضل الأذكار، وجاء وصفه، تفضيله على سائل الكلام، وأن فضله على سائل الكلام كفضل الله على خلقه.
هو الكتاب الذي من قام يقرأه ... كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ
ويكفيه أنه كلام الله، فعلى طالب العلم أن يكون ديدنه النظر في كلام الله -جل وعلا-، وذكرنا مراراً مع الأسف الشديد أن كثير من طلاب العلم وإن حفظوا القرآن فقد هجروه، لا يكون لهم ورد يومي من تلاوة ونظر وتدبر وعلم وعمل، على الطريقة التي ذكرت سابقاً عن الصحابة وسلف هذه الأمة وخيارها.