للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِالْفَارِسِيَّةِ سيمرغ هَكَذَا يكتبونه مَوْصُولا وَالْأَصْل أَن يكْتب: سي مرغ مَفْصُولًا وَمَعْنَاهُ ثَلَاثُونَ طائراً. يُقَال: حلقت بِهِ عنقاء مغرب أنْشد أَبُو مَالك: الطَّوِيل

(وَقَالُوا: الْفَتى ابْن الأشعرية حلقت ... بِهِ الْمغرب العنقاء إِن لم يسدد)

وَقَالَ: العنقاء الْمغرب فِي هَذَا الْبَيْت هِيَ رَأس الأكمة. وَأنكر أَن يكون طائراً. وَالَّذِي قَالَ العنقاء الْمغرب طَائِر قَالَ: هِيَ الَّتِي أغربت فِي الْبِلَاد فنأت وَلم تحس وَلم تَرَ. وحذفت هَاء التَّأْنِيث كَمَا قَالُوا: لحيةٌ ناصل وناقة ضامر وَامْرَأَة عاشق ذَهَبُوا بهَا إِلَى النّسَب أَي: ذَات نصول وَذَات ضمر وَذَات عشق. وَأغْرب فِي الْبِلَاد: أمعن فِيهَا. وَأغْرب الرجل فِي مَنْطِقه إِذا لم يبْق شَيْئا إِلَّا تكلم بِهِ.

وَأغْرب الْفرس فِي جريه وَهُوَ غَايَة الْإِكْثَار مِنْهُ. وَأغْرب الرجل إِذا بَالغ فِي الضحك حَتَّى تبدو غرُوب أَسْنَانه. انْتهى.

وَكَذَلِكَ أجَاب الزَّمَخْشَرِيّ فِي أَمْثَاله عَن تذكير الْوَصْف قَالَ: ومغرب كَقَوْلِهِم: لحية ناصل وناقة ضامر على مذهبي الْخَلِيل وسيبويه.

وَبِهَذَا يُجَاب ابْن هِشَام فِي سُؤَاله عَن صِحَة الْوَصْف بمغرب فَإِنَّهُ قَالَ فِي بعض تعليقاته: لينْظر فِي عنقاء مغرب لم ذكر الْوَصْف وعنقاء فعلاء وفعلاء مؤنث دَائِما.

وَيسْقط جَوَاب عبد الله الدنوشري بِأَنَّهُ إِنَّمَا لم تطابق الصّفة الْمَوْصُوف فِي التَّأْنِيث اعْتِبَارا بِالْمَعْنَى إِذْ هِيَ بِمَعْنى الطَّائِر. وَوجه السُّقُوط أَن العنقاء أَكثر اسْتِعْمَالهَا بِمَعْنى الداهية وَهِي

<<  <  ج: ص:  >  >>