للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَاقَته فَأخذ زمامها مِنْهُ فَقَالَ الْأَعْشَى: من هَذَا الَّذِي غلبنا على خطام ناقتنا قيل: المحلق. قَالَ: شريفٌ كريم.

وَقَالَ لِابْنِهِ: خله يقتادها. فاقتادها إِلَى منزله فَنحر لَهُ نَاقَته وكشف لَهُ عَن سنامها وكبدها وَوجد امْرَأَته قد خبزت خبْزًا وأخرجت نحي سمن وَجَاءَت بوطب لبن فَلَمَّا أكل الْأَعْشَى وَأَصْحَابه وَكَانَ فِي عصابةٍ قيسية قدم إِلَيْهِ الشَّرَاب واشتوى لَهُ من كبد النَّاقة وأطعمه من أطايبها فَلَمَّا أَخذه الشَّرَاب سَأَلَهُ عَن حَاله وَعِيَاله فَعرف الْبُؤْس فِي كَلَامه وأحاطت بِهِ بَنَاته

قَالَ: أما وَالله لَئِن بقيت لَهُنَّ لَا أدع شريدتهن قَليلَة. وَخرج وَلم يقل فِيهِ شَيْئا. ووافى المحلق عكاظ فَإِذا هُوَ بسرحةٍ قد اجْتمع النَّاس عَلَيْهَا وَإِذا الْأَعْشَى يَقُول: لعمري لقد لاحت عيونٌ كَثِيرَة إِلَى آخر القصيدة. فَسلم عَلَيْهِ المحلق فَقَالَ: مرْحَبًا بِسَيِّد قومه: ونادى: يَا معاشر الْعَرَب هَل فِيكُم مذكار يُزَوّج ابْنه ببنات هَذَا الشريف الْكَرِيم فَمَا قَامَ من مقعدة حَتَّى خطبت بَنَاته جَمِيعًا.

وَقَوله: لعمري لقد لاحت إِلَخ اللَّام لَام ابْتِدَاء تفِيد التَّأْكِيد وعمري: مُبْتَدأ وَحذف خَبره وجوبا أَي: عمري قسمي. وَمعنى لاحت:

<<  <  ج: ص:  >  >>