للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكما ذهب بعض الْمُتَقَدِّمين من الْبَصرِيين فِي قَوْله: وَاخْتِلَاف اللَّيْل إِلَى أَنه على ذَلِك.

وَلَو قَالَ قَائِل فِي إنشاد من أنْشد: الطَّوِيل وَلَا مستنكرٍ أَن تعقرا إِلَى هَذَا الْوَجْه لَكَانَ قِيَاس هَذَا القَوْل. فَأَما تَركهم الرَّد فِي حَال الْإِضْمَار فِي نَحْو: الطَّوِيل فَمنهمْ من يَقُول: إِنَّمَا فعل ذَلِك لِأَن الْإِضْمَار لَا يكون إِلَّا بعد مَذْكُور فَيعلم

أَنه إِضْمَار ذَلِك.

وَهَذَا إِذا اتسعوا فِيهِ فَجعلُوا نَصبه نصب الْمَفْعُول بِهِ لم يلْزم أَن يكون عَلَيْهِ دلَالَة كَمَا كَانَ فِي حَال كَونه ظرفا.)

فَأَما قَوْلهم: لهي أَبوك فَلَا تكون هَذِه اللَّام الثَّانِيَة فِي الِاسْم إِلَّا الَّتِي هِيَ فَاء الْفِعْل.

وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنَّهَا لَا تَخْلُو من أَن تكون الجارة أَو الْمعرفَة أَو الَّتِي هِيَ فَاء. فَلَا يجوز أَن تكون الْمعرفَة لِأَن تِلْكَ يتضمنها الِاسْم وَإِذا تضمنها الِاسْم لم تظهر.

أَلا ترى أَن الْوَاو فِي خَمْسَة عشر لَا تثبت وَاللَّام فِي أمس فِي قَول من بنى لَا تظهر. فَلَمَّا كَانَ الِاسْم هُنَا مَبْنِيا أَيْضا على الْفَتْح وَلم يكن فِيهِ معنى يُوجب بناءه على تضمنه لِمَعْنى حرف التَّعْرِيف وَجب أَيْضا أَن لَا يظْهر كَمَا لم يظْهر أَيْضا فِيمَا ذكرت لَك. فَإِذا لم يجز ظُهُور حرف التَّعْرِيف لم تخل المحذوفة من أحد أَمريْن: إِمَّا أَن تكون الجارة أَو الَّتِي هِيَ فَاء

<<  <  ج: ص:  >  >>