للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبالشجيرات والبئر، ويعتقدون أن بئر زمزم تجري تحت الأرض حتى تصل بتلك البئر يوم عاشوراء من كل سنة!

فيُقبل الناس في يوم عاشوراء على تلك البئر، ويأخذون منها ماء كثيرًا؛ للتبرك به، حتى أمر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيّب الله ثراه، بإزالة البستان بعد بيان من العلماء بخصوص ما يحصل عند الشجيرات من تبرك وشرك، فردم البئر، وقلعت تلك الأشجار، وسُطحت الأرض؛ لأن المسجد كله وقف للصلاة، ولا يجوز أن يشغل بغيرها؛ ولأن الجهال افتتنوا بماء البئر والنخلة والشجيرات (١).

وقد يسّر الله سبحانه في زماننا من يزيل مظاهر الشرك من هذه البلاد المباركة، وقيّض لها رجالها، فقد تم إزالة ما يتبرك به بعض المعتمرين، وما يتقربون إليه من الحجر التي يدّعون أن النبي اِتكأ عليها، والشجر التي استظل بها!

وتمت ولله الحمد إزالتها من أربع مواضع في بني سعد (٢) بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير: خالد الفيصل حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه (٣).

هذه لمحة موجزة عن جهود أهل التوحيد العملية في القضاء على مظاهر الشرك.

فإحياء الآثار هو مبدأ التقديس، والتعظيم، وأساسه، وبداية انطلاق الفتنة؛ لذلك حسم الدين هذه المادة بقاعدة سد الذرائع.

ولا شك أن إحياء آثار مقامات النبي المكانية بالترميم والتحسين مُشعر بتهيئة المكان للزيارة، حتى لو كان للاعتبار والاتعاظ والتذكر والاقتداء، فهذا سيكون ذريعة للتعظيم والتبرك، والغلو فيه، ومن ثم عبادة من دون الله ﷿.

والواقع يحكي ذلك على مرأى ومسمع رواد تلك الأماكن والآثار التي لم


(١) يُنظر: الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة، محمد تقي الدين الهلالي (١٢٩).
(٢) في محافظة بيسان بالطائف.
(٣) كانت إزالتها في يوم الثلاثاء الموافق: ٢٧/ ٥/ ١٤٣٩ هـ ١٣/ ٢/ ٢٠١٨ م.

<<  <   >  >>