وختامًا فالصفة الجائزة في هذا المطلب واحدة وهي مماثلة النبي ﷺ في الصورة والقصد عند المرور بديار المعذبين؛ كمروره ﷺ وأصحابه ﵃، عرضًا من غير قصدها، مع الالتزام في حال المرور بالاعتبار والتفكر والبكاء، والاتعاظ بعاقبة أمر المعذبين، مجانبًا الإعجاب بأبنيتهم حتى مغادرة موضع العذاب (١)؛ لأنه لم يؤثر فيما أعلم عن أحد من السلف أنه كان يقصدها بالزيارة دون حاجة.
فإن قصد به التقرب إلى الله والتعبد فهو من الابتداع في الدين، وإن قُصد به الإعجاب والفخر والتكسّب وراء ذلك فهو من مشابهة المشركين والكفار والملاحدة، نسأل الله تعالى الهداية والتوفيق للجميع.
* * *
(١) كما نبّه الحافظ ابن حجر ﵀ إلى حال المسلم عند المرور من ديار المعذبين فقال: ليس المراد الاقتصار في ذلك على ابتداء الدخول بل دائمًا عند كل جزء من الدخول. فتح الباري (١/ ٥٣٠).