ولا شك أن الأصل في سعيهم الحثيث لنبش الآثار هو عبادة غير الله ﷾؛ لأنهم يأنفون من توحيد رب العالمين، وإخلاص العبادة له ﷻ، لهذا تجدهم يبحثون عما بحث عنه الشيطان من الأصنام، لما أخرجها لعمرو بن لحي من تحت رمال شاطئ جدة؛ حتى عبدها من عبد من مشركو العرب، فهؤلاء الكفار الذين احتلوا بعض بلاد المسلمين، هم أولياء الشيطان وأعوانه، فلا غرْو أن يستخدمهم لهذا الغرض.
وفي ظل تلك المؤشرات نجد أن مخلفات الأمم التي مضت، والتحريات الحديثة لها، بعيدة كل البعد عن التطوّر المادي، أو التقدّم العلمي، وما ينادونها به من حضارة؛ بل هي رجعية يحيطها ظلام الجهل.
وأكبر دليل على تخلّفها وجهلها وضلالها: الانحطاط العقدي، والطقوس الوثنية التي كانوا متمسكين بها؛ كخضوعهم للصخور، وعبادتهم للحيوانات، والأشجار، وغيرها من الأشياء التي يستحيل على العاقل الموفّق التصديق على أنها آلهة.
كما نفى بعض السلف عن المشركين أن يكون لهم عقول!
يقول الإمام حرب الكرماني ﵀: قلتُ لإسحاق ﵀: فالرجل يقول للمشرك إنه رجل عاقل؟ قال: لا ينبغي أن يقال؛ لأنه ليست لهم عقول (١).
والآثار المعنية في هذا المبحث: هي المعالم المرئية الباقية من الأمم الوثنية السابقة.
ففي هذا المبحث سأتناول إن شاء الله بعضًا من الآثار الوثنية والجاهلية، الموجودة في بعض بلاد المسلمين، والتي قد يفخر وينتسب إليها بعض المسلمين.