للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحيث إن الحائطين الشماليين حُرّفا حتى التقيا؛ لئلا يستقيم لأحد استقبالها بالصلاة، وأيضًا لئلا يكون رباعيًّا يشبه الكعبة (١).

٤ دُفن النبي في الموضع الذي قُبضت فيه روحه ، وفي الحجرة التي بناها قبل وفاته ولم يُبنَ عليه (٢).

كما ورد في الحديث عن عائشة قالت: لما نزل برسول الله الموت، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، يحذر ما صنعوا، قالت عائشة : فَلَوْلَا ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خُشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا (٣).

فالبناء الذي كان على قبر الرسول وحجرة عائشة ليس من جنس البناء على القبور ولا من بابه؛ لأن أصل هذا البناء كان موجودًا قبل أن يقبر تحته .

فلم يكن بناء الحجرة على قبره بعد وفاته؛ وإنما كان سابقًا له، وكذلك لم يكن البناء حينها على قبره على سبيل القصد والتعمد، أو لأجل المقبور (٤).

فالرسول هو من بنى المسجد النبوي والحجرات في المدينة، فكيف يكون ما بناه مبنيًا على قبره!

٥ أن قبر النبي وصاحبيه ليس داخلاً في مسجده اليوم، وإنما لأجل التوسعة أحاط المسجد بالقبر، مع بقائه في الطرف الشرقي، ووجود حوائط فاصلة بينهما (٥).

٦ قبر النبي لم يُبْنَ عليه مسجدٌ ولم يدخل في المسجد من أجل


(١) يُنظر: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، للسمهودي (٢/ ١١١، ١٢٦).
(٢) يُنظر: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (٨/ ٣٥٤)، مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (٢/ ٢٣٢).
(٣) سبق تخريجهما راجع فضلاً (٣٠٣).
(٤) يُنظر: جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (١٦٥٩).
(٥) يُنظر: التمهيد لشرح كتاب التوحيد، لصالح آل الشيخ (١/ ٣٦٨ - ٣٦٩).

<<  <   >  >>