للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المعلوم أن البركة من الله ، ولا تُطلب إلا منه ؛ لأنه لا يملكها أحد غيره ؛ فيمنحها ويهبها من يشاء، ويمنعها عن من يشاء (١).

قال الله تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *﴾ [الملك]، وقال : ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضَ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ [الأعراف: ١٣٧]، وقال : ﴿وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ *﴾ [الأنبياء]، وقال تعالى: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور: ٦١].

فمن طلب البركة من غير الله، أو اعتقد في أثر أنه سبب للبركة، والله لم يجعله سببًا فقد وقع في الشرك؛ لأن البركة كلها من الله وحده، فهو مالكها وواهبها، فلا تطلب من غيره (٢).

والتبرك بالآثار من غير مستند شرعي منهي عنه، إذ إن الشيء لا يكون سببًا في حصول البركة، إلا بدليل صحيح؛ لأن الأصل في ذلك التوقيف.

وكذلك طريقة التبرك بما ثبتت بركته شرعًا ينبغي أن تكون شرعية، وأن لا يبتدع في ذلك هيئات وطرائق لم يفعلها السلف، فيكون متابعًا في صورة العمل وقصده (٣).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : المتابعة أن يُفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل، فإذا فعل فعلاً على وجه العبادة، شُرع لنا أن نفعله على وجه العبادة، وإذا قصد تخصيص مكان أو زمان بالعبادة خصصناه بذلك (٤).

الخلاصة: أنه لا يشرع التبرك بشيء من الآثار كالأحجار والأشجار،


(١) يُنظر: المرجع السابق (٢/ ٥٦٩).
(٢) لأجل ذلك لا يجوز أن يقول المسلم للمخلوق: باركت على الشيء، أو أبارك فعلكم، أو فيك البركة. يُنظر: موسوعة العقيدة والأديان والفرق والمذاهب (٢/ ٥٦٩).
(٣) يُنظر: التبرك المشروع والتبرك الممنوع، لعلي العلياني (١١ - ٢٨)، موسوعة العقيدة والأديان والفرق والمذاهب (٢/ ٥٧٣ - ٥٧٤).
(٤) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١/ ١٩٨).

<<  <   >  >>