للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية أخرى للحديث عن عمرو بن عوف قال: كان يُناط بها السلاح فسميت ذات أنواط، وكانت تُعبد من دون الله ....

فيُجمع بينهما: أن العكوف عندها؛ رجاء بركتها مفضٍ إلى عبادتها (١).

٣ انتفاء التوحيد؛ لأن التبرك بالشجر نوع من الشرك، واتخاذ الآلهة شرك واضح، فأخبر النبي أن هذا الأمر الذي طلبوه منه، وهو اتخاذ شجرة للعكوف عندها، وتعليق الأسلحة بها تبركًا كالأمر الذي طلبه بنو إسرائيل من موسى حيث قالوا: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾، فتبين أن في كِلَا الطلبين منافاة للتوحيد (٢).

٤ الوقوع في الشرك؛ لأن في تعليق الأسلحة على الشجرة تبركًا بها، والعكوف عندها، يُعدّ اتخاذها إلهًا مع الله مع أنهم لا يعبدونها، ولا يسألونها!

فما الظن بما حدث من عباد القبور من دعاء الأموات، والاستغاثة بهم، والذبح، والنذر لهم، والطواف بقبورهم، وتقبيلها، وتقبيل أعتابها وجدرانها، والتمسح بها، والعكوف عندها، وجعل السدنة والحجاب لها؟!

وأي نسبة بين هذا، وبين تعليق الأسلحة على شجرة تبركًا؟! (٣).

٥ النهي عن التشبه بأهل الجاهلية؛ لإنكار النبي عليهم بقوله: «قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ»، فكل من جهل الحق، وعمِل عَمل الجاهلين، فهو من أهل الجاهلية (٤).

٦ تحذير النبي من تقليد الأمم السابقة وتتبع طريقتهم، كما أخبر النبي في قوله: «لتركبن سنن من كان قبلكم»، وهذا تنبيه منه إلى أن الأمة ستبتلى بما ابتلي به أهل الجاهلية، من عبادة القبور والأحجار، والتبرك بها، تحذيرًا منه لأمته من الوقوع في الشرك (٥).


(١) يُنظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، لسليمان بن عبد الله (١/ ٢٣٠).
(٢) يُنظر: القول المفيد على كتاب التوحيد، لابن عثيمين (١/ ٢٠٥).
(٣) يُنظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، لسليمان بن عبد الله (١/ ٢٣١).
(٤) يُنظر: القول المفيد على كتاب التوحيد، لابن عثيمين (١/ ٢٠٩).
(٥) يُنظر: شرح كتاب التوحيد، لابن باز (٤١٤).

<<  <   >  >>