للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شؤون حياة النبي : كغُسله ووضوئه، وأكله وشربه، ونومه واستيقاظه … هذا كان دينهم، وتلك كانت مهمتهم (١).

ولم يكتفوا بذلك فحسب بل حفظوها عن أيدي العابثين، ودافعوا عنها، وردوا على من أنكرها، فألفوا الرسائل والكتب؛ للدفاع عن السُّنَّة والرد على أهل الباطل.

فكان أول من تصدى للرد على من أنكر حجية السُّنَّة قديمًا فيما أعلم الإمام الشافعي فقد جاء في كتاب الأُم (٢) وكتاب جماع العلم (٣) تفنيد شبهات من أنكر السُّنَّة كلها، كما عقد فصلاً طويلاً في كتابه الرسالة (٤) أسماه: حجية خبر الآحاد والرد على من أنكره.

وتبعه الإمام أحمد فصنّف كتاب طاعة الرسول (٥) ردَّ فيه على من احتج بظاهر القرآن في معارضة سُنَّة النبي وترك الاحتجاج بها، وتبعهما عدد من العلماء (٦).


(١) علم الآثار وبيان المنهج الإسلامي، لعمر بن محمد العمر (١٠٤٨) بتصرف.
(٢) يُنظر: الأم (٧/ ٢٥٠).
(٣) يُنظر: كتاب جماع العلم (٤ - ١٩).
(٤) يُنظر: الرسالة، للشافعي (٣/ ٤٠٠ - ٤٧١).
(٥) أشار إلى وجود هذا الكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (٥/ ٩٧)، والذي يظهر والله أعلم أنه مفقود كما أفاد بذلك الشيخ عبد العزيز السدحان حفظه الله في رسالة قصيرة تحوي (٣٩) صفحة تحت عنوان: الملتقط من كتاب طاعة الرسول للإمام أحمد بن حنبل والذي جمع فيه ما تفرق من أحاديث الطاعة، ويُنظر أيضًا: مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله، باب طاعة الرسول (٤٥٠ - ٤٥٥).
(٦) أمثال: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة فألف كتاب: تأويل مختلف الحديث، ردَّ فيه على أعداء السُّنَّة وبخاصة المعتزلة.
ومحمد بن نصر المروزي فصنّف كتابه السُّنَّة وأجاد فيه وأفاد، وألّف ابن عبد البر كتاب: جامع بيان العلم وفضله، وضمنه أبوابًا كثيرة في الحث على لزوم السُّنَّة والدفاع عنها، ثم جاء بعدهم أبو المظفر السمعاني فألف كتابه المستطاب: الانتصار لأهل الحديث.
ثم جاء شيخ الإسلام ابن تيمية فصنّف منهاج السُّنَّة وأبدع فيه، وأتى بعده تلميذه ابن القيم فحرّر كتابه الصواعق المرسلة وبحث فيه مسألة خبر الواحد بما لا مزيد عليه، كما صنَّف إعلام الموقعين وخصص مئات الصفحات للذبّ عن السنن.
وألف محمد بن إبراهيم القاسمي الوزير اليمني كتاب: العواصم والقواصم، واختصره في: الروض الباسم في الذب عن سُنَّة أبي القاسم … ، هذه إشارة إلى بعض مؤلفات السلف في الذب عن السُّنَّة، والدفاع عنها للاستزادة يُنظر: شبهات القرآنيين، لمحمود مزروعة (١٢ - ١٦).

<<  <   >  >>