للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعظيمًا واحترامًا، وخشوعًا، وهذا التعظيم يُوقع في الافتتان بها؛ المقتضي عمارة المشاهد وخراب المساجد.

كما أن بعض الزائرين يرى أن زيارة المشاهد يماثل الحج إلى بيت الله الحرام، وبعضهم يُفضّل زيارة المشهد على الحج، وزعم غلاة المبتدعة أن زيارة الضريح أفضل من سبعين حجة في بيت الله الحرام! (١).

٢ اتخاذها عيدًا، بالاجتماع إليها، وتكرار زيارتها في مواسم محدثة (٢).

٣ إيذاء أصحابها، بما يُفعل لهم عند القبور (٣)، مع تصريح المقبور بتحريم وكراهة ذلك، كما هو الحاصل لقبر الإمامين: أبي حنيفة في بغداد (٤)، والشافعي في مصر (٥).

٤ مشابهة عبّاد الأصنام بما يفعلونه للقبور من ناحيتين:

أ اتخاذهم ذرائع الشرك: كتزيين القبر ببناء المساجد والقباب وغيرها من الأبنية، المطلية بالذهب والفضة، والمكسوة بالرخام والستور، وإيقاد السرج والقناديل، واتخاذ السدنة، وصناديق النذور، وتمكين الطواف حولها، وغيرها.

ب فعلهم للشرك الصريح: كالطواف حول القبر، والعكوف عنده، والنذر له، والتمسح والتقبيل، والتبرك به، والاستغاثة، والدعاء، والصلاة، وغيرها من العبادات.

٥ انتشار المشاهد في العالم الإسلامي؛ نتيجة تساهل كثير من المنتسبين للعلم في أمر المشاهد، حتى أصبحت وكأنها من معالم الدين


(١) يُنظر: غربة الإسلام، لحمود التويجري (٢/ ٨٥٧).
(٢) يُنظر: اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ٤٠)، وزاد المعاد، لابن القيم [ط: ٢٧] (١/ ٤٠٧).
(٣) يُنظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (١/ ٧٦).
(٤) عليه قبة عظيمة ومشهدًا فاخرًا ببغداد. كما قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء (٦/ ٤٠٣).
(٥) يُنظر: بدع القبور (١٧٣).

<<  <   >  >>