للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامي (١)؛ كمشهد تاج محل في الهند، والذي يعتبر أشهر المزارات السياحية حول العالم، وما هو إلا ضريح ضخم، بناه أحد الرؤساء المسلمين القدامى إحياءً لذكرى زوجته التي توفيت (٢).

ومن أعظم الفتن في الأمصار مشهد أحمد البدوي (٣) بمصر، ومشهد علي ، ومشهد الحسين ، ومشهد عبد القادر الجيلاني (٤) بالعراق.

فهذه المشاهد المُحدثة ينتابها الزوار والحجاج من جميع الأقطار طلبًا للغوث والمدد (٥).

وغالبًا يحدد موضع قبر النبي أو الولي بناءً على الرؤى والمنامات، ويؤلفون له قصة من وهم الخيال، ويكون المشهد مبنيًّا على ألواح الخشب، أو جثث الحيوانات، يتناقلونها بخبر لا يُعرف قائله، أو نمّام لا تعرف حقيقته (٦).


(١) يُنظر: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي، لمحمد لوح (٢/ ٧٩).
(٢) بناه الإمبراطور شاه جيهان عام (١٦٣١ م)، إحياءً لذكرى زوجته التي توفيت وهي تلد ابنها. يُنظر: دليل السائح الفقهي، لفهد باهمام (٢٣٣).
(٣) أحمد بن علي بن إبراهيم البدوي، فاسي الأصل، حفظ القرآن، واشتغل بالعلم مدة على مذهب الإمام الشافعي. فلما اجتالته الشياطين ومسته في حال يسميها المتصوفة حادث الوله: ترك ذلك كله، وانسلخ منه. وصار فاسدًا لا يصلي، ذا أحوال شيطانية، ومخاريق إبليسية، وإذا لبس ثوبًا أو عمامة لم يخلعها لغسل ولا لغيره حتى تذوب قذرًا! فلا صلاة تحمله على غسل، ولا وضوء، ولا مروءة نفس. وقد ناصحه بعض أهل العلم من معاصريه في تركه للصلاة: فلم يستجب ولم يصل.
رحل به أبوه إلى مكة، ثم سافر هو إلى العراق، ثم زار مصر، ودخل طنطا، وبقي فيها حتى هلك. يُنظر: مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور، لفيصل الراجحي (٣١١).
(٤) عبد القادر بن أبي صالح بن عبد الله البغدادي الحنبلي الجيلي أو الجيلاني، فقيه صالح زاهد، إمام الحنابلة وشيخهم في عصره، عظّمه قومه بعد موته وغلوا فيه، حتى أصبح قبره في بغداد وثن يعبد من دون الله، وأخطأ من قال بأنه مؤسس الطريقة القادرية، وإنما تأسيس الطريقة القادرية نتج عن اتباعه الذين قدسوه وتجاوزوا الحد في رفعه فوق منزلته، توفي سنة (٥٦٣ هـ)، يُنظر: ذيل طبقات الحنابلة، لابن رجب (٢/ ١٨٧ - ٢١٤)، طبقات الأولياء، لابن الملقن (٢٤٦).
(٥) يُنظر: غربة الإسلام، لحمود التويجري (٢/ ٨٥٨).
(٦) يُنظر: موسوعة العلامة الألباني في العقيدة (٢/ ٤٩٩).

<<  <   >  >>