للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يترتب على ذلك اتخاذه مسجدًا فيصير وثنًا يعبد من دون الله تعالى؛ شركًا مبنيًا على إفك (١).

والله يقرن في كتابه بين الشرك والكذب، كما يقرن بين الصدق والإخلاص، قال تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ﴾ [الحج] (٢).

٦ شد الرحال والحج إليها، حتى آل الأمر بأصحابها، إلى تصنيف كتاب: «مناسك حج المشاهد»؛ ترغيبًا وحثًّا على زيارتها، والحج إليها، واتخاذها أوثانًا تُعبد من دون الله، وهذا تشبيه منهم للمشاهد ببيت الله الحرام، ولا يخفى أن هذا محادة لله ورسوله، ومفارقة لدين الإسلام ودخول في دين الأصنام والأوثان (٣).

٧ الاعتماد على الكذب، والدجل في إشاعة الحكايات الباطلة، والقصص الخرافية؛ في حصول المراد عند القبور والمشاهد، من إجابة الدعوات، وتفريج الكربات، وجلب الخيرات، ودفع المكروهات، من قِبل دجاجلة السدنة وما يروجه دعاة الضلالة دعاة الطرق المبتدعة، لعوام الناس؛ لكسب الأموال بالحرام.

كما اعترف أحد مشايخ الطرق الصوفية في مصر، بأن الإعانات المقدمة له من الدولة، عبارة عن ١٠% من إجمالي صناديق النذور بالمساجد، على مستوى جمهورية مصر العربية؛ فلذلك يحرصون على تذكير الناس بالموالد، وتشجيعهم على الذهاب للأضرحة والمشاهد؛ توسلاً وتبركًا (٤).

وكذلك صرّح سادن مسجد علي بالعراق بقوله: أنا الآن أقوم بعمل السادن … ، وأتقاضى عنها مرتبًا كبيرًا من الدولة، وبالذات من وزارة


(١) يُنظر: اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٢٧٩).
(٢) يُنظر: موسوعة العلامة الألباني في العقيدة (٢/ ٤٩٩).
(٣) يُنظر: غربة الإسلام (٢/ ٨٥٧)، الرد على شبهات المستغيثين بغير الله، لعبد السلام بن برجس (٥/ ٦٦).
(٤) يُنظر: بدع القبور (٩١).

<<  <   >  >>