للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأوقاف، وقد تولت أسرتنا سدانة مسجد الإمام علي منذ (١٧٠ سنة)، بمرسوم ملكي في ذلك الوقت، أما عن قطع الذهب والفضة والدنانير التي يضعها الزائرون في المقصورة، فإنها كانت إلى عهد قريب تعطى للسادن وحده، بالرغم من وجود عاملين بالمسجد يقومون على رعايته، وبالرغم من أن السادن يتقاضى مرتبًا شهريًّا من الدولة، ولذلك رأت الدولة تمشيًا مع العدالة الاجتماعية ألا ينفرد إنسان بهذا الدخل الذي يبلغ كل شهر حوالي خمسين ألف دينار، فقررت توزيعه على عدة جهات (١).

٨ تعلّق قلب العبد الحي القادر بالمقبور الميت العاجز، وذلك من خلال الاعتقاد بأن دعاء المقبورين يكشف البلاء، وينصر على الأعداء، ويستنزل غيث السماء، ويفرج الكرب، ويقضى الحوائج، وينصر المظلوم، ويجار الخائف، إلى غير ذلك من الخزعبلات التي يروجها السدنة والدعاة.

وهذا من أكبر المخاطر المترتبة على إحياء القبور وقصدها بالدعاء والاستغاثة، ليتعلق قلبه بالمقبور الميت العاجز، لما يسمع من حكايات وهمية، ومواقف خرافية.

وكما أوردت سابقًا الرد الوافي من شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية على دعوى إجابة الدعاء عند القبر وحصول المطلوب وبطلانها، فليُراجع في موضعه (٢).

هذه أبرز المفاسد المترتبة على إحياء الآثار، والتي يجب على المسلم أن يحذر ويحذّر من الوقوع فيها، ويتجنب الوسائل الموصلة إليها.


(١) يُنظر: اللواء الإسلامي، العدد (٦٦) السنة الثانية، بتاريخ ١٥/ رجب/ ١٤٠٣ هـ ٢٨ أبريل ١٩٨٣ م.
وقد وضح مقدار دخل السادن صاحب كتاب بدع القبور ما يضعه الزائرون في المقصورة قائلاً: في تلك الآونة كان الدينار العراقي يعادل: (١٢) ريال سعودي تقريبًا، فمبلغ الدخل الذي يبلغ كل شهر حوالي خمسين ألف دينار؛ أي: ما يساوي (٦٠٠) ألف ريال سعودي، فيكون الدخل السنوي من هذا الصنم سبعة ملايين ومئتي ألف ريال سعودي!! وهذا المبلغ يقنع ضعاف النفوس ليبيعوا من أجله دينهم. يُنظر: بدع القبور (٩٢).
(٢) راجع فضلاً (٤٢٤).

<<  <   >  >>