للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذَكر أبو عمر بن عبد البر عن ابن معين أن أصح حديث في مسّ الذكر حديث مالك هذا عن عبد الله بن أبي بكر (١).

قال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه: وعبد الله قد تُكلم فيه، رُوي عن الشافعي أنه قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: "كنا إذا (٢) رأينا الرجلَ يكتب الحديث عند واحد من نفر سمّاهم منهم: عبد الله بن أبي بكر، سخرنا منه، قال: لأنّهم كانوا لا يعرفون الحديث"، ذكر هذا الطحاوي في معاني الآثار (٣).

وقد خرّج ابن الجارود هذا الحديث عن ابن عيينة، عن عبد الله المذكور، ولعلّه قَصَدَ في ذلك الحكاية لا الرواية، والله أعلم (٤).


(١) انظر: التمهيد (١٧/ ١٩١)، والاستذكار (٣/ ٢٧ - ٢٨).
(٢) من هنا إلى نهاية (ل: ١٨٣ / أ) والتي تساوي الورقة الواحدة كُتبت بخط مشرقي.
(٣) شرح معاني الآثار (٧٢١١).
(٤) انظر: المنتقي (ص: ١٧) (رقم: ١٦)، وأخرجه أيضًا أحمد في المسند (٦/ ٤٠٦)، والحميدي في المسند (١/ ١٧١) (رقم: ٣٥٢) عن ابن عيينة، به.
هكذا ألزم المؤلف ابن عيينة بأنه يطعن في عبد الله بن أبي بكر، وقد روي عنه!
ثم اعتذر عنه بقوله: لعله قصد في ذلك الحكاية لا الرواية.
قلت: الصيغة صيغة رواية، وسواء كان قصد الرواية أو الحكاية فإن الرجل ثقة، لا يخرجه ما قيل فيه عن درجته، كيف وقد وثّقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. وقال الإمام أحمد: "حديثه شفاء".
وعليه فهذا الجرح الصادر من ابن عيينة مع كونه غير مفسّر لا ينتهض أمام توثيق هؤلاء الأئمة، أضف إلي ذلك أنّ البيهقي ذكر في معرفة السنن (١/ ٢٩٩) عن الزهري أنه قال: "ما أعلم بالمدينة مثل عبد الله بن أبي بكر، ولكن إنما منعه أن يرتفع ذكره مكان أبيه أنه حي".
ثم شنّع علي الطحاوي فقال: "ولم يخطر ببالي أن يكون إنسان يدّعي معرفة الآثار والرواة ثم يطعن في أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وابنه عبد الله". =

<<  <  ج: ص:  >  >>