للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٣)

وجيء بصبيٍّ من الأنصار يصلي عليه، فقالت عائشة : طوبى لهذا، لم يعمل شرًّا. فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أو غير ذلك يا عائشة، إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلًا، وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار وخلق لها أهلًا، وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم»، رواه مسلم وأصحاب السنن (١).

(٤)

ولما تُوفِّيَ عثمان بن مظعون قالت أم العلاء - امرأة من الأنصار -: (رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله)، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (وما يدريكِ أنَّ الله أكرمه)؟! فقالت: بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ قال: (أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي)، قالت: (فو الله لا أزكي أحدًا بعده أبدًا). رواه البخاري والإمام أحمد (٢)، ومصداقه في كتاب الله تعالى:


(١) قال العلماء: (إن هذا التوقف كان قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة)، * والحديث أخرجه مسلم: (٢٦٦٢)، وأبي داود: (٤٧١٣)، ولفظه عند مسلم: عن عائشة أم المؤمنين، قالت: دُعيَ رسول الله إلى جنازة صبي من الأنصار، فقلت: يا رسول الله طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه، قال: «أو غير ذلك، يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلًا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلًا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم».
(٢) رواه البخاري: (١٢٤١)، (٢٦٨٧)، وأحمد: (٢٧٤٥٧)، ولفظ البخاري: أن أمَّ العلاء، امرأة من الأنصار بايعت النبي أخبرته: أنه اقتسم المهاجرون قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون، فأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه، دخل رسول الله ، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك: لقد أكرمك الله، فقال النبي : «وما يدريكِ أن الله قد أكرمه؟» فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال: «أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري، وأنا رسول الله، ما يفعل بي» قالت: (فو الله لا أزكي أحدا بعده أبدًا).

<<  <   >  >>