للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حكى ابن الوزير (ت: ٨٤٠) في (ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان) (١)، عن الشيعة والزيدية والمعتزلة والأشعرية احتواء القرآن الدلائل الكافية.

ونسبه الفخر الرازي (ت: ٦٠٦) في (الأربعين) (٢) إلى كل الطوائف ب [عدم القدرة] على الزيادة في تقرير دلائل الاعتقاد على ما ورد في القرآن.

وسأفصِّل في هذا المدخل موقف بعض الفرق الإسلامية من القرآن الكريم، لنؤكِّد على إجماع أهل الإسلام على تلك المرجعية، والتأكيد على عظمة هذا الكتاب، وأن تعظيمه هو الموقف العام لدى الفرق الإسلامية على اختلافها.

وهذا من الأدلة المهمة على عدم تحريف القرآن الكريم، وعدم طروء تحريف في نص القرآن الكريم، وقبول الكافة لهذا النص، وأنه لا يوجد إلا قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية على تنازعها، لمن أكبر الحجج على صحة النص المنزل الموجود معنا (٣).

* * *

أولًا: موقف المعتزلة من حجية القرآن وقطعية ثبوته.

[موقف المعتزلة من حجية القرآن وقطعية ثبوته]

تتابعت أقوال أئمة الاعتزال في بيان حجية القرآن الكريم، وإثبات دلالته على المسائل العقدية، وإمكانية الاحتجاج به، والتعويل عليه، سواء بالتصريح، وإقامة الأدلة والبراهين على ذلك، أو بالرد والتفنيد لأباطيل مَنْ طعن في القرآن، أو أثار الشُّبَه والشكوك حوله.

وقد عدَّ المعتزلة القرآن أحد المصادر التي يستشهد بها على معرفة الحقائق، والوصول إليها، يقول واصل بن عطاء: «الحق يعرف من وجوه أربعة: كتاب ناطق، وخبر مجتمع عليه، وحجة عقل، وإجماع» (٤)، وحكت عنه زوجته


(١) ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان: (١٥ - ١٦).
(٢) الأربعين: (٣٠٤).
(٣) انظر في هذا المعنى: المدخل إلى القرآن الكريم، د. دراز: (٤٢).
(٤) فضل الاعتزال: (٢٣٤).

<<  <   >  >>