للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: الخير أو العنصر الأخلاقي في القرآن]

إنَّ النفس الإنسانية لا تتغذى بالحقائق النظرية وحدَها، هناك حاجة إلى القاعدة العملية القادرة على توجيه نشاطه في كل لحظة من حياته.

لقد ركَّز القرآن أن الدين عقيدة وقانون، أي: اعتقاد وطاعة.

وقد غرس الله في داخل كل منا بصيرة أخلاقية غريزية، واعتمد القرآن على غريزة الإنسان في معرفة العدل والظلم، والخير والشر.

ولما كانت الحاجة الطبيعية ليست بنفس القوة والفاعلية عند كل الناس لتلزمهم بالخضوع لقاعدة السلوك، فقد وضع القرآن منهجًا كاملًا في التربية، واعتمد القرآن على أن الأخلاق دعت الرسل إليها، فقد حمل الرسل الأخلاق إلى الناس، وأدانوا النزعة المادية، وحب الدنيا، والفجور، والغش (١).

إن القرآن قد جمع في داخله في النظرية الأخلاقية حكمة الأولين، وأتم بناء الرسل السابقين (٢).


(١) عقد المؤلف مقارنة بين المبادئ الأخلاقية في التوراة والإنجيل والقرآن، فلتنظر: (٩٨).
(٢) عرض المؤلف بعض خصائص النظرية الأخلاقية في الإسلام، ومنها:
* ما يرجع للفضيلة الشخصية، كالنية، وأن الخير المطلق في ابتغاء وجه الله الذي لا بد من استحضاره في القلب عند أداء العمل.
* ما يرجع للفضيلة في العلاقات بين الأفراد، فلقد أنشأ الحضارة الأخلاقية، إنه تقنين حقيقي في الأدب، والذوق الاجتماعي، والتحشم في المظهر.
* ما يرجع للفضائل الجماعية، والفضائل العامة، كحرصه على إرساء الأخوة، وعدم الظلم، وعدم التعامل بالربا، وعتق العبيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- ما يرجع للفضيلة في المعاملات الدولية وبين الأديان.

<<  <   >  >>