للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأربعة من الكتاب، والسنة، والإجماع، ودليل العقل» (١).

[[الاتجاهين الإخباري، والأصولي]]

وقد ظهر التمايز بين هذين الاتجاهين مع بداية دخول علم الكلام على المذهب الشيعي على يد المفيد والطوسي في القرن الرابع، ومن بعدهما الشريف المرتضى والرضي، ومن أقدم النصوص التي تدل على وجود هذا الانقسام، ما قاله المفيد مناقشًا شيخه الصدوق: «الذي ذكره الشيخ أبو جعفر في هذا الباب لا يتحصل، ومعانيه تختلف وتتناقض، والسبب في ذلك أنَّه عمل على ظواهر الأحاديث المختلفة، ولم يكن ممَّن يرى النظر، فيميز بين الحق منها والباطل، ويعمل على ما يوجب الحجة، ومَن عوَّل في مذهبه على الأقاويل المختلفة وتقليد الرواة كانت حاله في الضعف ما وصفناه» (٢).

وله كتاب سماه: «مقابس الأنوار في الرد على أهل الأخبار» (٣)، وهي تسمية صريحة تدل على وجود هذا التيار فيهم من زمن متقدم. ومن أجل ذلك عُرف هذا التيار الأخباري ب (أصحاب الحديث)، والذين منهم الصدوق الذي يصفه تلميذه المفيد - كما سبق - بأنَّه: «على مذهب أصحاب الحديث في العمل بظواهر الألفاظ، والعدول عن طريق الاعتبار» (٤).

ويقول المرتضى ناقدًا أصحاب الاتجاه الأخباري: «ودعنا من مصنفات أصحاب الحديث من أصحابنا، فما في أولئك محتج، ولا من يعرف الحجة، ولا كتبهم موضوعة للاحتجاجات» (٥).

ومن أصرح النصوص في ذكر هذا التقسيم وأقدمها، نص ابن المطهر الحلي (ت: ٧٢٦)، حيث يقول: «أمَّا الإمامية؛ فالأخباريون منهم مع أن كثرة


(١) انظر: الأصوليون والأخباريون فرقة واحدة، لفرج العمران: (١٨)، ومصادر التلقي والاستدلال العقدية عند الإمامية الاثني عشرية، العلواني: (١/ ٤١).
(٢) تصحيح اعتقادات الإمامية، المفيد: (٤٩).
(٣) رجال النجاشي، النجاشي: (٤٠١).
(٤) تصحيح اعتقادات الإمامية، المفيد: (١٣٨).
(٥) رسائل المرتضى: (١/ ٢٦، ٢٧).

<<  <   >  >>