للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيعة في قديم الزمان ما كانت إلَّا منهم لم يقولوا في أصول الدين إلَّا على أخبار الآحاد المروية عن الأئمة ، والأصوليون منهم كأبي جعفر الطوسي وغيره وافقوا على قبول خبر الواحد، ولم ينكره سوى المرتضى وأتباعه» (١).

وقد ذكر بعض أهل المقالات هذا التقسيم في المذهب الشيعي: كالشهرستاني (ت: ٥٤٨)، وكلامه يُعتبر من أقدم النصوص في كتب المقالات التي تذكر أنَّ الأخبارية فرقة قائمة ضمن الكيان الإمامي، يقول عنهم: «وكانوا في الأول على مذهب أئمتهم في الأصول، ثم لمَّا اختلفت الروايات عن أئمتهم، وتمادى الزمان اختارت كل فرقة منهم طريقة فصارت الإمامية بعضها معتزلة إمَّا وعيدية، وإما تفضيلية وبعضها أخبارية، إما مشبهة، وإما سلفية، ومن ضل الطريق وتاه لم يبالِ الله به في أي وادٍ هلك» (٢).

وذكرها كذلك الإيجي (ت: ٧٥٦) (٣) وغيره.

وهذه النصوص تدلُّ على تقدُّم وجود هذه الظاهرة بخلاف من يرى أنَّ وجودها كان متأخرًا على يد الإسترآبادي، (ت: ١٠٣٦).

وبعد معرفة انقسام الشيعة الاثني عشرية إلى هذين الاتجاهين، فلك أن تعلم أن الشيعة انقسموا حول قضية وقوع التحريف في القرآن إلى اتجاهين أيضًا (٤):

الاتجاه الأول: قول جل الأخباريين وعدد من علماء الأصوليين، وهم يرون وقوع التحريف في القرآن الكريم - عياذًا بالله - سواء أكان تحريفًا بالزيادة أو النقصان.

الاتجاه الثاني: قول جماهير الأصوليين، وهم يرون نفي وقوع التحريف، وسلامة القرآن من أي نوع من أنواع الزيادة أو النقصان.


(١) نهاية الوصول، الحلي: (٢٩٦).
(٢) الملل والنحل، الشهرستاني: (١/ ١٦٥).
(٣) المواقف، الإيجي: (٣/ ٦٩١).
(٤) انظر أقوالهم في: أصول مذهب الشيعة، للقفاري: (١/ ٢٠٠)، وما بعدها.

<<  <   >  >>