للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحجة الثالثة: أمية النبي ، وعدم أخذه عن معلم من البشر، دليل على كون القرآن من عند الله]

[[أمية النبي ، وعدم أخذه عن معلم من البشر، دليل على كون القرآن من عند الله]]

لم يكن النبي ممن يرجع بنفسه لكتب العلم، ودوواينه، لأنه باعتراف الخصوم ولد أميًا، وفي القرآن نفسه: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [العنكبوت: ٤٨].

وليست القراءة والكتابة قيمة ذاتية، وإنما قيمة القراءة والكتابة قيمة غائيَّة تهدف إلى تحصيل العلم، وهو حاصل لمحمد عندنا - بالوحي.

ومع دلالة الآية السابقة على هذه المسألة، إلا أن مما يؤكد تلك القضية أمور، منها:

١ - اتخاذه كتابًا للوحي من خاصة صحبه.

٢ - أنه لم يعرف موقع اسمه المكتوب في صلح الحديبية.

٣ - الشهرة المستفيضة بعدم معرفته للكتابة.

وعلى أية حال، فإن من المتفق عليه؛ كونه لم يكن يمارس القراءة والكتابة قبل بعثته.

ولم يكن له معلم من الأميين من قومه، وهذا لا شبهة فيه لأحد، فإن هؤلاء فقدوا أساس العلم في أنفسهم حتى اشتق لهم من الجهل اسم!

وليس له معلم من غيرهم، ولا يمكن لأحد أن يدعي أن لمحمد معلمًا من البشر.

فأما من ادعى أنه أخذ هذا العلم عن بحيرى الراهب، أو ورقة بن نوفل، فقد ابتعد عن الصواب، وخالف الحق، فإن لقائه بحيرى الراهب أو ورقة بن نوفل لم يكن بمنأى عن الناس، فقد شاهده عمه أبو طالب، وزوجه خديجة، ولم

<<  <   >  >>