يكن لقائه بهما إلا يسيرًا، فماذا حدثنا التاريخ عن هذا اللقاء، وما الذي يمكن أن يكون قد تحمَّله في هذه الدقائق؟!
أيكون هذا العلم أجمع؟!
ثم إن خصومه الألدَّاء لم يستخدموا هذا السلاح، ولا شهروه في وجه محمد، وقد كان هذا السلاح أقرب إليهم وأمضى من كل ما لجئوا إليه.
على أن التاريخ قد أخبرنا أن هذين الرجلين، استبشرا بلقيا محمد ﷺ، وتوقع له أحدهما شأن عظيم، وتمنى الآخر أن يشهد بعثته فيكون من أنصاره!
* دعوى الأخذ عن اليهود والنصارى:
إن من المستحيل أن يكون القرآن قد أخذ عن اليهود والنصارى، ولينظر قائل تلك المقالة إلى حديث القرآن عن أهل الكتاب، وذكره لهم، وكيف يصور القرآن علومهم بأنها الجهالات، وعقائدهم بأنها الخرافات، وأعمالهم بأنها الجرائم والمنكرات.
ولقد كان القرآن بمثابة الأستاذ الذي يصحح لأهل الكتاب من اليهود والنصارى أغلاطهم، وينعي عليهم سوء حالهم.
ويضاف لذلك كله ما كان عليه أهل الكتاب من كتمان للحق، وتحريف للكلم عن مواضعه.
وأما الراسخون في العلم من أهل الكتاب فقد آمنوا بالقرآن.
* دعوى أهل الشرك بأن لمحمد معلمًا من البشر!
لما ضاقت بالمشركين دائرة الجد، ما وسعهم إلا فضاء الهزل، فادعوا أن محمدًا تعلم من غلام في مكة، وقد كان هذا الغلام نصرانيًّا تعرفه الحوانيت والأسواق، أعجمي اللسان مع ذلك؟!
ولنا أن نقول: ما الذي منع قومه - إن كان قولهم الحق - من أن يأخذوا كما أخذ محمد، والغلام بين ظهرانيهم، وبذلك يستريحون من عنائهم بمحمد،