[الحجة الرابعة: ظاهرة الوحي دليل على أن القرآن من عند الله]
[[ظاهرة الوحي دليل على أن القرآن من عند الله]]
إن ظاهرة الوحي حالة غير اختيارية، وليست من الحالات المرضية التي قد تعرض لبعض الناس؛ لأنَّها مبعث نور لا ظلمة، فهي تمد صاحبها بعلم لا جهالة، بل يجيء معها من العلم والنور ما تخضع له العقول.
فقوة الوحي قوة خارجية، لأنها تتصل بنفس محمد حينًا بعد حين، وهي قوة عالمة، وهي قوة أعلى من قوته، لأنها تحدث آثارًا في بدنه، وهي قوة خيرة معصومة، لا توحي إليه إلا الحق.
فماذا عسى أن تكون تلك القوة إن لم تكن قوة ملك كريم؟! وهذه حجة لمن يؤمن بالغيب.
[خلاصة الحجج الخارجية]
[خلاصة الحجج الخارجية]
قصارى ما صنعناه أننا درسنا الطريق التي جاء منها القرآن؛ فما وجدنا في اعترافات صاحبه، ولا في حياته الخلقية، ولا في وسائله وصلاته العلمية، ولا في سائر الظروف العامة أو الخاصة التي ظهر فيها القرآن إلا شواهد ناطقة بأن هذا القرآن ليس له على ظهر الأرض مَنْ ننسبه إليه مِنْ دون الله.
وتلك كلها دراسات خارجية إنما يسلكها رجل وقف معنا على طرف صالح من هذه الحياة النبوية وملابساتها، وكان مع ذلك سليم الفطرة يتعرف الأشياء بمثالها ويهتدي إليها بأقرب أماراتها.
فمثل هذا سيرضى منا بهذا القدر ويهتدي به.
وأما الذين لا يعلمون عن تلك الحياة النبوية إلا قليلًا - وكثير ما هم - والذين يريدون أن يأخذوا حجة القرآن لنفسه من نفسه، فهؤلاء لا غنى لهم أن