للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحجة الثانية: في القرآن ما لا يستنبط بالعقل ولا بالتفكير، وفيه ما لا يدرك بالوجدان ولا بالشعور]

[[في القرآن ما لا يستنبط بالعقل ولا بالتفكير، وفيه ما لا يدرك بالوجدان ولا بالشعور]]

قد يقول قائل: إن الفطرة السليمة، والبصيرة النافذة لمحمد هي التي أهَّلته لإنتاج هذا القرآن.

والجواب: إنَّ في القرآن جانب كبير من المعاني النقلية البحتة التي لا مجال للذكاء والاستنباط فيها.

١ - الوقائع التاريخية لا مدخل للعقل والذكاء فيها.

من المعلوم أن الوقائع التاريخية لا يمكن وضعها بإعمال الفكر والفراسة، فالعلم بأحوال الأمم السابقة، وما حصل لهم، وبمجمل ما جرى من حوادث في تلك الأزمان، بل وبمفصل ما جرى أيضًا مع ذكر لأرقام دقيقة = كل ذلك لا يمكن أن يكون من ذكاء محمد ، بل هو وحي أوحاه الله إليه.

ولقد كان ملاحدة الجاهلية أصدق تعليلًا لهذه الظاهرة من ملاحدة العصر، إذ قالوا عن هذه الأخبار: ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الفرقان: ٥].

وقد أجاب القرآن عنهم إجابة بليغة، فقال: ﴿قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [يونس: ١٦].

٢ - الحقائق الدينية الغيبية لا مدخل للعقل فيها.

إن القرآن قد فصل ذكر حدود الإيمان، ووصف الجنة ونعيمها، والنار وعذابها، ووصف عوالم أخرى كالملائكة والجن، بل ذكر بعض الأرقام في ذلك المجال؛ كعدد الملائكة الموكلة بالنار.

<<  <   >  >>