للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقول: «هذا كتاب (نكت القرآن) الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام والمبينة عن اختلاف الأنام في أصول الدين وشرائعه .. أودعتها - بعون الله تعالى - كتابي هذا عُدَّة على المخالفين، وحجة على المبتدعين؛ إذ هي بحمد الله شافية كافية» (١).

وكذلك الأمر عند الاتجاه الكلامي، فالمعتزلة - والتي تُعتبر أكثر المذاهب العقائدية اعتمادًا على العقل -، تؤكد هذه المرجعية، فيقول الخياط (ت: ٣٠٠) فيما يحكيه عنهم: «من أخبار الله عند المعتزلة القرآن، وهو حجتهم على من خالفهم في توحيد، أو عدل، أو وعيد، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر» (٢).

ويُقرِّرها القاضي عبد الجبار المعتزلي (ت: ٤١٥) بقوله: «فأمَّا ما يتضمنه القرآن من المعاني والدلالة، والأحكام الشرعية واستقامة جميع ذلك على النور والامتحان وزوال التناقض عند التفريع والاستنباط ووضوح القول في ذلك على الأوقات، حتى إنَّ أهل كل علم يلتجئون إليه في أصول علومهم، ويبنون عليه كتبهم؛ فإنَّ المتكلمين إنَّما بنوا الكلام في التوحيد على ما ذكره تعالى في كتابه، نحو قوله: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: ١٩٠] .. وعلى قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ﴾ [البقرة: ٢٥٨] إلى غير ذلك؛ واعتمدوا في التوحيد والبعث، والنشور، والإعادة وفي حديث الأجسام وإثبات الأعراض ووجوب النظر والتفكير، على ما ذكره في كتابه ممَّا يطول ذكره .. » (٣).

والأمر نفسه عند الاتجاه الشيعي، فالطوسي الإمامي (ت: ٤٦٠) يذكر أنَّ أحد مقاصد تفسيره: ذكر الاستدلالات العقائدية التي فيها رد على المخالفين، فيقول: «الكلام على المتشابه والجواب عن مطاعن الملحدين، وأنواع المبطلين، كالمجبرة والمشبهة والمجسمة وغيرهم، وذكر ما يختص أصحابنا من الاستدلال بمواضع كثيرة منه على صحة مذهبهم في أصول الديانات وفروعها .. » (٤).


(١) نكت القرآن، ابن القصاب: (١/ ٧٧).
(٢) الانتصار، ابن الخياط: (٧٨).
(٣) المغني، القاضي عبد الجبار: (١٦/ ٣٢٥).
(٤) تفسير البيان، الطوسي: (٣/ ٥٨١).

<<  <   >  >>