(٢) عن الإتقان. * وأصله: يقول ابن عطية: «والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين، ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده، ثم لا يزال ينقحها حولًا كاملًا، ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامَّة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل، كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد. ونحن تتبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام»، المحرر الوجيز: (١/ ٥٢). (عمرو) (٣) وأنت فأنعِم النَّظر في هذه الآية الكريمة تجدها قد جمعت كل ما بسطناه في هذا الفصل بكلمتي (الإحكام) و (التفصيل) وأي إحكام وتفصيل؟ إحكام من (حكيم) متقن لا خلل في صناعته، وتفصيل من (خبير) عالم بدقائق الأمور وتفاصيلها على ما هي عليه.