الأخرى؟ لغاتِ الشعوب الإسلامية، أو اللغات العالمية الأخرى، ممن تعاطى إيضاح معاني كلام الله أو شرحه.
ومن أهمِّ اتجاهات التفسير العنايةُ بنقل آثار الصحابة والسلف في بيان كلام الله ﷾، والتفاسير التي تجمع أقوال الصحابة والتابعين ومَن بعدهم من السلف، ممن تصدى لبيان كلام الله كما يقول الحافظ ابن حجر (ت: ٨٥٢) أربعة:
التفسير الأول: تفسير عَبْد بن حُمَيد الكَشِّي (ت: ٢٤٩)، وطبعت منه قطعة.
التفسير الثاني: تفسير «جامع البيان» لابن جرير الطبري (ت: ٣١٠)، وهو مطبوع متداول.
التفسير الثالث: تفسير القرآن لمحمد بن إبراهيم بن المنذر النَّيسابوري (ت: ٣١٨)، وطبعت منه قطعة.
التفسير الرابع: تفسير ابن أبي حاتم الرازي (ت: ٣٢٧)، وهو مطبوع.
يقول الحافظ ابن حجر (ت: ٨٥٢): «فهذه التفاسير الأربعة قلَّ أن يَشِذَّ عنها شيء من التفسير المرفوعِ، والموقوفِ على الصحابة، والمقطوعِ عن التابعين»(١).
فلذلك مَنْ جاء بعدهم من العلماء؛ كالسيوطي (ت: ٩١١)، والشيخ الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني (ت: ١١٨٢)، وغيرهم ممن اعتنوا بالناحية الأثرية في التفسير، لا يكادون يخرجون عن هذه التفاسير الأربعة، فمادة تصنيفهم وعلومهم التي سردوها في تفاسيرهم التي ألفوها - كالدر المنثور، ومفاتيح الرضوان - لا تخرج في جملتها عن هذه التفاسير الأربعة.
٢ - ومن العلماء من اهتم ببيان أحكام القرآن فاعتنى بشرح هذه الأحكام وتبيينها، سواء وَفق ترتيب القرآن الكريم، وتسلسله، من سورة الفاتحة والبقرة وما تلاهما من سور، أو اعتنى ببيان هذه الأحكام بطريقة موضوعية؛ كالإمام
(١) العجاب في بيان الأسباب، للحافظ ابن حجر العسقلاني: (١/ ٢٠٣)، ونقله عن السيوطي في آخر تفسيره ((الدر المنثور)) (١٥/ ٨٢٠).