للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأنهن عين وصف بقية أجسامهن فقال: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (٤٩)} وكأنَّ هذه للتشبيه، والبيض في الآية الكريمة مُنَكَّر، ولكن المؤلف حمله على بيض معين، وهو بيض النعام، وببيض النعام أبيض في صفرة، قالوا: وهذا أحسن ألوان النساء. والذي خصصه ببيض النعام؛ لأن هذا هو المعروف عند العرب.

وقيل: إن البيض مطلق، والمعنى أنهن يشبهن في البياض والرقة البيض، وليس المراد البيض القشور، بل البيض الذي هو بياض البيضة لرقته وبيانه وحسنه، {مَكْنُونٌ (٤٩)} بما على البيضة من القشرة. وهذا الأخير هو الأقرب لظاهر اللفظ؛ لأن الله -عز وجل- أطلق قال: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ} ولو كان المراد ما قاله المؤلف -رحمه الله تعالى- بيضًا معينًا لقال: كأنهن البيض المكنون، لتكون "ال" دالة على معهود ذهني، فالصواب أنه عام، وأنهن لرقتهن وبياضهن ونعومة الملمس كأنها البيض أي البياض الذي في البيض وهو مكنون بقشره، أما على رأي المؤلف فهو المكنون بالريش الذي تضعه النعامة على بيضها حتى لا يأتيه الغبار.

الفوائد: يستفاد من هذه الآية:

١ - صفة هذا الخمر أو الكأس من المعين وأنه أبيض، لقوله: {بَيْضَاءَ}

٢ - ومن فوائدها: أن خمر الآخرة في غاية ما يكون من اللذة، ووجه ذلك أنه عبَّر باللذة عنه، والتعبير بالمعنى عن المتصف به أقوى من التعبير بالمشتق من ذلك المعنى، فإذا قلنا:

<<  <   >  >>