للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلان عدل فهو أقوى من قولنا فلان عادل. ولهذا يرون أن النعت بالمصدر أوكد من النعت باسم الفاعل.

٣ - ومن فوائدها: أنها لذيذة حين الشرب خلافًا لخمر الدنيا فإنها كريهة حين الشرب، ولهذا قال: {لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦)} فتفيد أنهم في هذه الحال يتلذذون بها غاية اللذة. أما خمر الدنيا فإنها كريهة، ولكن الإنسان يتلذذ بها بما ينتج عنها من السكر نسأل الله العافية.

٤ - ومن فوائدها: أن خمر الآخرة ليس فيها ضرر عقلي ولا بدني. قوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (٤٧)}.

٥ - ومن فوائدها: أن هؤلاء كما يتلذذون بالشراب، يتلذذون أيضًا بالنساء والزوجات لقوله: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨)}.

٦ - ويستفاد أيضًا: أن هؤلاء النساء حاضرات لا يغبن عن أزواجهن لقوله: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} أما في الدنيا فإن الزوجات قد يكن عند الإنسان، وقد يغبن باختياره، وقد يغبن بغير اختياره. أما في الجنة فإنهن حاضرات لا يغبن عن أزواجهن لقوله: {وَعِنْدَهُمْ}.

٧ - ربما نأخذ من هذا أيضًا فائدة: أنهن لا يذهبن إلى غير أزواجهن، وذلك بتقديم الخبر {وَعِنْدَهُمْ} والمعروف في قواعد البلاغة أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر.

٨ - ومن فوائدها: كمال أدب هؤلاء النساء لكونهن قاصرات الطرف على أزواجهن.

<<  <   >  >>