للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعيدة، فإذا توافرت ولم يستجب الله للداعي، فإنَّما ذلك لحكمة يعلمها الله -عَزَّ وَجَلَّ- ولا يعلمها هذا الداعي، فعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم، وإذا تمت هذه الشروط ولم يستجب الله -عز وجل- فإنَّه إمَّا أن يدفع عنه من السوء ما هو أعظم، وإما أن يدخرها له يوم القيامة فيوفيه الأجر أكثر وأكثر، لأنَّ هذا الداعي الذي دعا بتوفر الشروط ولم يصرف عنه السوء ما هو أعظم، يكون قد فعل الأسباب ومنع الجواب لحكمة، فيعطي الأجر مرتين مرَّة على دعائه ومرَّة على مصيبته بعدم الإجابة فيدخر له عند الله -عَزَّ وَجَلَّ- ما هو أعظم وأكمل.

٧ - ومن فوائدها: بيان قدرته -عَزَّ وَجَلَّ- على إجابة الدعوة؛ لأنَّ الإجابة تستلزم القدرة عليها؛ لأنَّ العاجز لا يمكن أن يجيب.

٨ - ومن فوائدها: بيان عظمة الله، وذلك بالإتيان بالواو في صفته بقوله: {الْمُجِيبُونَ (٧٥)} فإن هذه قطعًا ليست للجمع، لأنَّ الله واحد ولكنها للتعظيم.

ومن فوائد قوله: {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦)}:

١ - بيان أن قومه أصيبوا بكرب عظيم وهو الهلاك بالغرق، وأن الله -سبحانه وتعالى- نجَّى نوحًا وأهله.

٢ - ومن فوائدها أيضًا: بيان قدرة الله -سبحانه وتعالى- حيث حل العذاب بهذه الأمة، فنجى قومًا وغرق قومًا.

٣ - ومن الفوائد: كمال عدله -سبحانه وتعالى- حيث جازى كل واحد بما يستحق، فمن استحق النجاة نجَّاه، ومن

<<  <   >  >>