للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استحق الهلاك أهلكه.

٤ - جواز إطلاق العام وإن كان مخصوصًا؛ لأنَّ قوله: {وَأَهْلَهُ} يشمل المؤمن والكافر منهم، وقد دلت آية أخرى على أن من أهله ممن لم ينجُ.

* ومن فوائد قوله: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (٧٧)}: أن نوحًا هو الذي بقي نسله من بني آدم فكل من بقي من بعد نوح فهو من نسله، ولهذا يسمى الأب الثَّاني للبشرية.

وهنا سؤال وهو أن يقال: إن النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذكر أن الله خصه أنَّه بعثه إلى الناس كافّة، وكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُبعث إلى قومه خاصة، وظاهر هذه الآية الكريمة أن نوحًا بعث إلى البشر جميعًا لقوله: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (٧٧)} وذريته كانوا مباشرين له لم يكونوا في مكان آخر؟

والجواب على ذلك: أن هذه الآية لا تستلزم ما ذكر، فقد يكون هناك أمم في أماكن بعيدة لكنها فنيت ولم يبق إلَّا ذرية نوح، وتكون الأمم البعيدة التي لم تشملها دعوة نوح لها رسل ثم فنيت هذه الأمم والرسل الذين بعثوا إليها ولم يبق إلَّا ذرية نوح.

* ومن فوائد قوله: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (٧٨)} بيان فضل الله -سبحانه وتعالى- على العبد بثناء الآخرين عليه؛ لأنَّ الإنسان إذا مات انقسم الناس فيه إلى قسمين: قسم يثني ثناءً حسنًا، وقسم يثني ثناء سيئًا، وكل من تتفق الأمة عليه بالثناء وأعني بالأمة أمة الإجابة، فأمة الإجابة كثيرًا ما يتفقون على الثّناء على شخص معين، لكن أمة الدعوة التي فيهم الكافر والمؤمن والفاسق

<<  <   >  >>