للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - ومن فوائدها: عموم ربوبيته في قوله {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (٥)}.

٧ - ومن فوائدها: التلازم بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية، فإن قوله: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} بعد قوله: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (٤)} كالدليل على توحده بالألوهية، وذلك أنه إذا كان متوحدًا بالربوبية لزم أن يكون متوحدًا في الألوهية. كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: ٢١] فكيف تعبدون غيره ممن لم يخلقكم ولا خلق أحدًا؟

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ}. [الحج ٧٣]

ولهذا قال أهل العلم: من أقر بتوحيد الربوبية لزمه أن يقر بتوحيد الألوهية وإلا كان متناقضًا؛ لأنه يقال له: كيف تقر بأن الله وحده هو الرب الخالق ثم تعبد معه من لا يخلق؟ وهل هذا إلا تناقض؟

وهذه الآية وما شابهها من آيات الكتاب العزيز تدل على التلازم بين توحيد الألوهية والربوبية، ووجه ذلك أنه يلزمه أن يقر بتوحيد الألوهية ولكن كيف تلزمه؟ لأنه إذا قال: إن الله -سبحانه وتعالى- واحد في الخلق فيجب ألا يعبد غيره.

٨ - ومن فوائدها: إثبات أن للسماوات عددًا لقوله: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ} وقد بين في مواضع بأنها سبع، وكذلك الأرض.

٩ - ومن فوائدها: الإشارة إلى عظم السماوات والأرض وما بينهما؛ لأن الله أضاف الربوبية إليها في مقام إقامة الحجة،

<<  <   >  >>