للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما بعدها: أن أصل دين الأنبياء واحد، فكلهم شيعة للآخر مقوٍّ لدعوته، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)} [الأنبياء: ٢٥].

أي: رسول كان إِلَّا نوحي إليه أنه لا إله إِلَّا أنا فاعبدون.

٢ - أن الأنبياء وإن طال الزمن بينهم، فإنهم إنما يأتون بالوحي من الله، لأنه إذا طال الزمن تناسى الناس العهد واضمحل وانتهى، ولكن إذا كان بوحي من الله فإنه يتجدد بحسب تجدد هذا الوحي لأن بين إبراهيم ونوح أزمانًا طويلة.

٣ - ومن فوائدها: الثناء على إبراهيم، -عليه السلام- ووجهه أنه كان شيعة لمن كان يدعو إلى توحيد الله -عزَّ وجلَّ-، وكل من كان شيعة لمن يدعو إلى الله فإنه بلا شك محل ثناء.

٤ - ومن فوائد قوله: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤)} الثناء على إبراهيم أيضًا بكونه جاء الله -سبحانه وتعالى- بقلب سليم، وهذه الصفة وإن كانت سلبية لكنها تتضمن كمالًا، لأن القلب إذا سلم من الشبهات والشهوات صار خالصًا لله تعالى: قصدًا وإرادة وعملًا، ففيها الثناء على إبراهيم بسلامة القلب.

٥ - ومن فوائدها: عناية الله -سبحانه وتعالى- بإبراهيم، -عليه السلام- وذلك بإضافة الربوبية إليه {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ} وهذه ربوبية خاصة، والربوبية الخاصة تقتضي عناية أكثر من الربوبية العامة، لأن المربوبين بالربوبية العامة شملتهم الرحمة العامة، لكن الربوبية الخاصة يكون لهم الرحمة الخاصة.

٦ - ومن فوائد قوله: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (٨٥)}

<<  <   >  >>