للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله غيره، ولهذا أنكر عليهم من كان من أعقل الخلق إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- فقال: {مَاذَا تَعْبُدُونَ}؟ وقد أرشد الله إلى هذا في قوله: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة: ١٣٠] وملة إبراهيم هي الحنيفية المبنية على الإخلاص، فكل من خالف ذلك فقد سفه نفسه، أي: أوقعها في السفه، الذي هو ضد الرشد والعقل.

١٠ - ومن فوائد قوله: {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} أن كل من زعم أن مع الله إلهًا يعبده فهو آفك كاذب، لقوله: {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ}.

١١ - ومن فوائدها: أن دعوى كون هذه آلهة لا يعطيها سمة الألوهية؛ لأن الكذب لا يقلب الحقائق عن أصلها، فلو قلت مثلًا: قدم زيد، وهو لم يقدم لم يكن قادمًا، فهذه الآلهة وإن جعلوها آلهة لن تكون آلهة، كما قال الله تعالى في آية أخرى: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم: ٢٣].

١٢ - ومن فوائدها: أن عابدي الآلهة من دون الله يقصدونها قصدًا حقيقيًّا بقلوبهم، كما يتجهون إليها بجوارحهم ولهذا قال: {دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ}.

فليسوا يعبدونها مجرد عادة، ولكنهم يعبدونها قصدًا وعبادة، حتى إنهم نسوا الله -عزَّ وجلَّ-.

١٣ - ومن فوائد قوله: {فَمَا ظَنُّكُمْ بَربِّ العَالَمَينَ}؟ الإنكار الشديد من إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- على قومه،

<<  <   >  >>