للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تريعه، ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى رجلًا يحد الشفرة ليذبح شاة فقال: "أتريد أن تميتها ميتتان" (١) وإبراهيم عليه الصلاة والسلام تل ابنه للجبين بسرعة وقوة في تنفيذ أمر الله عزَّ وجلَّ. قال المؤلف رحمه الله: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [صرعه عليه، ولكل إنسان جبينان بينهما الجبهة، وكان ذلك بمنى، وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئًا بمانع من القدرة الإلهية] ونحن نقول وقلنا سابقًا: إن قصص الأنبياء السابقين إنما تؤخذ من الكتاب والسنة الصحيحة، لقوله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} [إبراهيم: ٩] ونحن في قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام لا ينبغي لنا أن نتجاوز القرآن ولا أن نقدر شيئًا لا يقتضيه السياق فهنا نقول: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} صرعه على جبينه، والجبين هو طرف الجبهة يعني القرنين، وتقدم ذكر الحكمة في تله هكذا، وأما قول المؤلف: [وذلك بمنى]، فهذا يحتاج إلى دليل، وهو لا شك أنه بمكة، لأن إسماعيل نشأ بمكة من صغره، ولكن كونه في منى هذا يحتاج إلى دليل من الكتاب أو السنة، وإلا وجب التوقف فيه، وقوله: [وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئًا بمانع من القدرة الإلهية] هذا أيضًا يحتاج إلى دليل، وليس في القرآن الكريم أنه


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ٢٣١ و ٢٣٣ وقال: صحيح على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وقال في الموضع الآخر: على شرط الشيخين.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ٣٣: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم ٩٣) والسلسلة الصحيحة (رقم ٢٤).

<<  <   >  >>